نُصادف كثيرًا في موسم الحج بعض الحجاج في الطرقات يطلبون منّا المساعدة ولا نستطيع مساعدتهم؛ لأن اللغة تقف حاجزًا بيننا، فلا الحاج يستطيع أن يوصل لك مراده ولا أنت تستطيع أن تفهم مطلوبه لتقدمه له. وفي أحسن الأحوال تبقى لغة الإشارة هي السبيل الوحيد للتفاهم لتقديم المساعدة.
فاللغة أهم وسيلة للتواصل بين البشر، ومعظم المشاكل في الحصول على الخدمات أو التقيّد بالأنظمة والتعليمات التي تواجه السياح حول العالم هي بسبب اللغة، وحادثة العائلة السعودية الأخيرة في تركيا صورة حاضرة في الأذهان من صور تلك المشاكل.
وفي زمن ثورة الاتصالات الذي نعيشه أتمنى أن تخصص كل مؤسسات الحجاج رقمًا مجانيًا موحدًا خاصًا بحجاجها يُسجل على بطاقة التعريف وعلى الأسورة الموجودة في معصم الحاج ويكتب تحته “للمساعدة اتصل على هذا الرقم”، ويتولى الرد على الاتصالات من خلال غرفة عمليات خاصة بكل مؤسسة العديد من الموظفين الذي يجيدون لغات الحجاج فيقومون بخدمتهم بالإضافة للغة الإنجليزية، ويتم مساعدة الحجاج الذين يطلبون المساعدة من خلال الاتصال إما بتقديم المعلومة التي يحتاجونها، أو بتوجيه مجموعات الخدمة الميدانية للقيام بدورها في مساعدة الحاج المتصل بعد أخذ المعلومات اللازمة. وقد يكفي أحيانًا أن يقوم من يتولى الرد بالترجمة لشخص يتواجد بقرب الحاج ويرغب في مساعدته، ولكنه لا يفهم نوع المساعدة التي يطلبها الحاج. على أن يحظى هذا الرقم الموحد بخدمة تسجيل جميع المكالمات الواردة، ومتابعة تسديد تلك الاتصالات بالإجراءات المتخذة تجاهها، هذا إضافة لأرقام هواتف مجموعات الخدمة الميدانية.
نتمنى أن تبادر مؤسسات الطوافة لتقديم هذه الخدمة لحجاج بيت الله الحرام، وتجند لها الإمكانات ضمن ما تقدمه لضيوف الرحمن من خدمات من خلال هذا المقترح وهو قابل ولا شك للتطوير، والله من وراء القصد.
