المقالات

إِغْتَنِم مَا بَقْيّ

مودة الفؤاد

إِغْتَنِم مَا بَقْيّ
نبيه بن مراد العطرجي

[JUSTIFY]الله أكبَر … الله أكبَر … الله أكبَر … الحَمد لله عَلى كَرمه …
الحَمد لله جُوده … الحَمد لله عَلى نعمَائه … رؤوفْ رَحيم بعبَادة ، يسُوق لنَا مَواسم الخيرَات عَلى مَدار العَام لنخُوض فِي بحَارها ، ونستَثمر وقتِها الذِي يَنقضي سِراعاً عَلى أكمَل وَجه لنُمحي بهَا سيئَات أفِلت مِن بَين أيدِينا فِيما مَضى مِن أيَام العُمر {… إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} .
ونَحن اليَوم نَعيش أحْلى أيَام العَام التِي أقَسم بهَا الموْلى تبَارك وتعَالى {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} أيَام مُباركات فِيها العَمل الصَالح فضْلة عَظيم أخْبرنا بذَلك الرسُول الأمِين صَلوات ربِي وسَلامه عَليه .
وتُعد هَذه الأيَام مِن أفضَل الأيَام لإجتمَاع أمهَات العبَادات فِيها (الصَلاة – الصِيام – الصَدقة – الذِكر – الحجْ ) .

واليَوم تنتَصف أيَام العشْر مُعلنة بذَلك عنْ قُرب رَحيلها يَوماً بَعد يَوم ، والعُمر كذَلك يَمضي مُقترباً مِن الرَحيل ، وفَرق بَين رَحيل ورَحيل ، فالموَاسم تَرحل وتعُود فِي العَام المقبِل ، أمّا العُمر إذَا ذَهبت أيَامه فَلن تَعود ، ولَا نَدري هَل نَدرك هَذا الموسِم العظِيم فِي العَام المقبِل ! أمْ نَكون ممنْ أشغَلته الدُنيا بنفسهَا ، أوْ ممنْ الدَاء لَازمه فَلا نَقدر عَلى بَذل الجُهد لعَمل الصَالحات مِن صِيام وقيَام وغيرهَا ، أوْ ممنْ ودَع الحيَاة الدنيَا ، وسَكن بَاطن الثرى ،
لَا نَدري مَاذا سَيكون حَالنا العَام المقبِل .
فمنْ فَاته مَا مضَى مِن أيَام مُباركات فَليدرك مَا بَقي قَبل الرحِيل ، فَالخير وفِير ، والعطَاء كثِير ، والرَب رحمَن رَحيم كرِيم . أغتَنم بَاقي الوَقت مِن العَشر بِعناية خَاصة مِن العبَادة تُجاهد فِيها نَفسك بالطَاعة مِن خِلال سُبل العِبادات المختَلفة ، وتسَارع إلَى فِعل الخيرَات وكسبْ الحسنَات فمَازالت أبْواب الخَير مفتُوحة .
وإنْ أفِلت العَشر فأحْرص على صَوم يَوم الوقُوف بعَرفه لمـَا فِيه مِن الخَير العظِيم فَفد ثَبت فِالسُنة المطَهرة أنّ النَبي صَلى الله عَلية وسَلم قال : ( صِيام يَوم عَرفه أحتَسب عَلى الله أنّه يُكفر السَنة التِي قَبله والسَنة التِي بَعده ) .
اللهُم أعِنا عَلى ذكْرك وشُكرك وحُسن عِبادتك ، وتَقبل مِنا صَالح الأعمَال .
[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى