نجران مقصد للشعراء
بقلم/ إبراهيم آل رشه
نجران بلد ذو حضارة عريقة، وذات غنى وثراء عريض كان سادتها يحتلون مكانة عالية، وسمعة رفيعة عمّت أخبارهم كل أنحاء الجزيرة العربية؛ فكان كبار شعراء العربية يؤمون نجران ليظفروا بأعطيات سادتها؛ ولكي ينعموا بخيرات أرضها ويستمتعوا بمعطيات حضارتها من سماعٍ للطرب، والتمتع برؤية الحسان من مغنيات قصور الأثرياء من السادة وعلية القوم، والارتواء بما تجود بها أرضها الخصبة من زراعة أجود أنواع الكروم، وما يستخرج منه مما لذّ وطاب من أنواع الشراب. وخير دليل على ما نقول ما أورده الشاعر الأعشى النجدي الذي قال عنها مخاطبًا ناقته:
[CENTER]وَكعْبَةُ نَجْرَانَ حَتْمٌ عَلَيْـ **ـكِ حَتى تُنَاخي بِأبْوَابِهَانَزُورُ يَزِيدَ، وَعَبْدَ المَسيِح، ** ,قَيْسًا، هُمُ خَيْرُ أرْبَابِهَا[/CENTER]
وقال عنها يصف مكانة ساداتها مقارنًا بهم ملوك زمانهم، وأنهم كانوا في المقدمة منهم:
[CENTER]وَقَدْ طُفْتُ للمَالِ آفَاقَهُ عُمَانَ، فحِمصَ، فَأُورِيشَلِمْ:
أتيتُ التّجاشيّ في أرضهِ وأرضَ النّبيطِ وأرضَ العجمْ
فنجرانَ فالسّروَ منْ حميرٍ فأيَّ مرامٍ لهُ لمْ أرمْ[/CENTER]
وفي حاضرها الزاهر قال عنها الشاعر أحمد البدري أحد شعراء مصر البارزين عند زيارته لها:
ترى بها الحسن يبـدو أينمـا وقعـت ** عيـنـاك والـزهــر نـعـامـا وفـتـانـا[/CENTER]
وقال عنها الشاعر زاهر الألمعي مشيرًا إلى مدى عمقها التاريخي والحضاري والاجتماعي وحاضرها الزاهر الجميل ومناقب أهلها:
[CENTER]هب النسيم فهيا حي نجرانا ** وحي فيها المعالي حي شجعانا
حي الربوع وعرج في مدارجها ** واهتف بعز لها قد دام أزمانا[/CENTER]