المقالات

الواقع المؤلم لنظافة مكة والمشاعر

لست من هواة التكرار في القول أو الفعل ، لكن واقع الحال الذي أراه ويراه كثيرون غيري حول تدني مستوى النظافة بمكة المكرمة طوال العام ، والمشاعر المقدسة ومكة المكرمة خلال موسم الحج ، يجعلني أطرح سؤالي حول ما اذا كانت لدينا ادارة عامة للنظافة ، من مهامها متابعة أعمال النظافة بشوارع وطرقات العاصمة المقدسة والمشاعر المقدسة ، أما هي ادارة داخل هيكلة الأمانة تضم مكاتب وموظفين ، ولها ميزانية واعتمادات مالية ، وما اذا كانت الأمانة قد تعاقدت مع شركات متخصصة في النظافة ، أم أنها تعاقدت مع شركات يرتدي عمالها أزياء مخصصة بألوان مختلفة .

فما نراه من تدني مستوى النظافة بمكة المكرمة خلال مواسم العمرة ، وغيابها الكامل خلال موسم الحج يجعلنا نجدد القول حول هذه الادارة ومهامها الوظيفية ، في ظل تكفل أصحاب الفنادق ودور سكن المعتمرين والحجاج بالتعاقد مع شركة متخصصة لنقل النفايات ، وإلزام مؤسسات الطوافة بتنظيف مواقعها في المشاعر المقدسة قبل وبعد موسم الحج ، وإلزامها بنقل النفايات وتحميلها أعباء مالية دون أي مستند قانوني .

وهنا يطرح سؤال عن دور هذه الادارة داخل هيكلة الأمانة ،أهو منحصر على الشوارع والطرقات وحدها دون سواها ، وقد نقبل هذا الدور ان كانت تؤديه بشكل كامل وسليم ، لا أن نرى أكوام النفايات تشوه جمال الشوارع وتزكي الانوف بالروائح الكريهة ، ويأتي من ينفي كل هذا رغم ثبوته بالدلائل والبراهين .
والمؤلم ليس فيما نراه من نفايات يتجاوز ارتفاعها الامتار ، ولا في الروائح المنبعثة منها ، لكن المؤلم أننا نسمع ونقرأ تصريحات لمسؤلين بأمانة العاصمة المقدسة مضمونها يؤكد خلو الشوارع والطرقات من النفايات ، وحرص الأمانة على إنفاق ملايين الريالات لأعمال النظافة ، ونقل ملايين الاطنان من النفايات .
أما واقعها فيؤكد على أنها مجرد فبركات صحفية الهدف منها ابراز الأمانة كجهة عاملة بجد واجتهاد في خدمة ضيوف الرحمن .

وحينما نتحدث عن الواقع المؤلم لتدني مستوى النظافة بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة ، يأتي من يتحدث عن أدوار أمانة العاصمة خلال موسم الحج معتبرا أنها أدوار تفوق قدرات الآخرين وخيالهم ، وكأن الأمانة تقدم خدماتها لأول مرة في تاريخها .

ان ما نحتاج اليه أن يأتي معالي أمين العاصمة المقدسة أو مدير عام النظافة ويعلن صراحة أن الأمانة عجزت عن القيام بأدوارها ، وأن الأخطاء المسجلة لا يمكن انكارها خاصة حينما يتناول ذلك الاعلاميون والمواطنون بدلائل واضحة .

وما نتمناه أن يكون هناك تحرك عملي لمسئولي الأمانة يقضي على أكوام النفايات الظاهرة .
أما من يريد تبرئة الأمانة من هذا التقاعس لكونه أحد منتسبيها فعليه أن يقدم تبرئته بدليل واضح يرضي الجميع .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أعجبني مقالكم مجمله!
    وقد ذيلته بسطر يؤكد إن الإعلام يبحث عن جواب علمي شاف لما تسطره أقلامه بعيدا عن المزايدات والمجاملات ..! تحياتي

  2. أعجبني مقالكم مجمله!
    وقد ذيلته بسطر يؤكد إن الإعلام يبحث عن جواب علمي شاف لما تسطره أقلامه بعيدا عن المزايدات والمجاملات ..! تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى