وَلِلّحَقِ كَلِمَة
صالحة عبدالله
فالحمد لله الذي يسر لهم حجهم وختم رحمته بالعتق والمغفرة والحمد لله الذي سخر لهم من عباده من يُسهِل لهم الأمور، ويذلل الصعاب التي تواجههم. رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه حين أقسموا بالله وبكتابه العظيم أن يخلصوا لله كل عمل ولوطنهم ومليكهم من أخلاصهم ووفائهم النصف الآخر. رجال الأمن في حج هذا العام وفي كل المواسم السابقة بِرُهم سابق وعطفهم لاحق بذلوا أنفسهم من أجل أمن وسلامة الحجيج يحملون أرواحهم بأيديهم فداءً لوطنهم ورفعًا لرايته مسطرين بذلك أروع أخلاق الإسلام وأجلِّها من كرم وشجاعة ونُبلٍ وإقدام وإيثار، رجال الأمن البواسل في الحج رسموا صورة مشرفة لأبناء هذا الوطن مرخصين أنفسهم من أجل أمن وطنهم وأمن من هم في ضيافتهم. احتضنوا الحجيج بعين الرعاية وكأنهم فرد من الأهل فكان لهم بين الحجيج أب وأم وابن وأخ وأخت.
خدمة الحجاج في بلدي تشريف قبل التكليف نفخر بها ونعتز بكل قطرة عناء وجهد تسقط في سبيل راحة كل من هبُّوا لنداء الله عز وجل. هؤلاء الرجال الأشداء في هذا البلد المعطاء مثلوا الإسلام خير مثالًا وأعطوا لمعنى (إنَّما المُؤمِنُونَ إخْوَةٌ)(الحجرات:10) في تعاونهم مع الضعفاء من كبار السن والأطفال والسيدات أجلّ معنى فيقابلون الإساءة ببسط الوجه والابتسامة والجهل بالحكمة وحسن التصرف ولكل سؤال جواب لديهم لإرشاد الحجيج وتوجيههم. فكلمة حق تُقال في حقهم وحق جهودهم التي لا ينكرها القاصي قبل الداني ويشيد بها العالم بأكمله حتى وإن تعالت أصوات الجحود والنكران من البعض إلا أن شكرهم واجب ردًا على واجبهم؛ فشكرًا لكم شكرا لكل رجل أمن ترك واجبه الأسري ووهب نفسه لله وانبرى لتحقيق واجبه الإنساني تجاه ضيوف الرحمن، شكرًا ليست سوى قطرة في بحر عطائهم اللامحدود، والله إننا لنفخر بكم وبإنجازاتكم لا نملك أمام جميل عملكم وعظيم إحسانكم مع شكركم الدعاء لكم بأن يغدق عليكم من نعمائه، ويزيدكم من فضله فكل خير بذرتموه اليوم ستنجنونه غدًا أضعافًا مضاعفة، والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا فبارك الله جهودكم ونفع بكم المسلمين، وتقبل الله منكم عملكم وأيّدكم بنصر منه وتوفيقًا.[/JUSTIFY]
