هم سبقونا ..!
كتبه / حمد عبد العزيز الكنتي
ولكن لدى الكثير من العرب إشكالية كبرى تكمن في عدم تقبلهم لتفوق بعض العجم عليهم في اللغة العربية التي نزل القران الكريم بها ، فتجد البعض يتضايق عندما يرى شاعر أعجمي ويقول بسخرية سافرة وبعنصرية مقيتة ( انظروا إلى هذا الأعجمي كيف تجرأ ونظم الشعر ؟ .. ويواصل حديثه العنصري متسائلا : كيف لهذا الأعجمي أن يتحدث الفصحى بطلاقة ؟ ) إلى آخر ذلك من الغمز واللمز الذي لا يصدر إلا من شخص لديه أفكار عنصرية قاصرة !!
وأنا أقول لكل من يتبنى هذه الأفكار ، ويقلل من الآخرين بدعوى انه عربي ، وان اللغة العربية ملك له ..! أولا : هذه اللغة العربية ليست حكرا على العرب فقط ، بل هي لجميع الناس ، والدليل أن القران نزل لكل الأمم وعليهم قراءته ، وإذا لم يفهموا الفصحى ، فلن يفهموه الفهم الصحيح .
ثانيا : من يتعجب من تفوق العجم في اللغة العربية هو في الحقيقة لم يقرأ التاريخ ، لأن العجم هم الذين حفظوا لنا السنة ، فالبخاري ومسلم ينحدروا من أصول أعجمية ، ومع ذلك كانت كتبهم هي الأصح بعد القران الكريم .
ثالثا : الذي صاغ اللغة العربية بهذا الشكل الجديد كان سيبويه ، وكل من يعرف سيبويه يعلم انه من أصول أعجمية غير عربية ، فكيف لنا أن نتفاخر بعروبتنا ونحن لم نقدم لها شيئا ، بل إن الآخرين من إخواننا العجم سبقونا إلى العناية بكل التراث الإسلامي والعربي ، حتى وصلنا اليوم وها نحن ننهل منه ، ونستفيد ، وعلينا إذن أن نقدم لهم الشكر دائما ، وابدآ .
أما من يثرثر ويتشدق ويتعجب من إتقان الأعجمي للغة العربية ، أقول له لو لديك شيئا تفيد به لغتك وأصلك العربي فتقدم به ، وإذا لم يكن لديك شيئا من ذلك فلا تقلل من تقدم العجم عليك في لغتك ، لأنك بقيت في الخلف وهم سبقوك في كل الفنون الأدبية المبدعة .
حكمة المقال
( الذي ينتقد شيئا عليه أن يضع شيئا مكانه ) مثل موريتاني[/JUSTIFY]