المقالات

ياخادم الحرمين !! كأنِّي أراك مُبتهِجًا

[JUSTIFY]ياخادم الحرمين !! كأنِّي أراك مُبتهِجًا!!
عبد الرحمن عبد القادر الأحمدي

أتذكَّر جيِّدًا عصرَ يوم الجُمُعة السَّادس من شهر ذي الحَجَّة من عام 1407 للهجرة، وقيام مجموعة غوغائيَّة من شرذِمة من الحُّجَّاج الإيرانيين، وبطبيعة الحال تحت إشراف قيادة الحرس الثَّوري ـ آنذاك ـ في مسيرات، ظاهرُها سلمية، وحقيقتها خبث وكراهية، تحرَّكت صوب الحرم المكِّي الشِّريفِ بدعوى: البراءة من الأمريكان واليهود .. وكأنَّ الشَّيطان قد خيَّل لهم أنَّ الأمريكانَ واليهودَ مختبؤون خلف أسوار بيت الله الحرام..!! ـ مع العلم وحسب إفادة (فيصل القاسم) بأنَّ الشَّيطان تلميذٌ للخميني ـ ولا أنسى إذ أنسى أحدَ شعاراتِهم الكاذبة: (حكومةٌ إسلاميَّةٌ .. لا شرقية ولا غربية ..!!) .. وغيرها من شعارات الدَّجل والتَّزييف .. والإسلام برِئ منهم ومن تصرفاتهم الحمقاء ..فكان جنود الأمن الحصن الحصين أمامهم .. وفي نفس الوقت لا أنسى إذ أنسى أبناءَ مكَّة المكرمة الأبطال ـ ولن أنسى الشَّاب الشُّجاع: تركي-ومن جميع الأحياء، وكلُّ واحد منهم يريد الدِّفاع بما يملك عن أقدس بلد أمين وعن المسجد الحرام خاصَّة بكلِّ ما أُوتي من قوَّة، وأَعلمُ أيضًا أنَّ كلَّ أبناء المملكة العربيَّة السُّعوديَّة ولولا بعد المسافات لكانوا أيضًا في الصُّفوف الأوَّليَّة للدِّفاع عن أطهر الأماكن.

وما لمستُه حاليًّا وعقب حادثة التَّدافع المصطنعة ..!! والَّتي حدثت مؤخَّرًا في منى لحج هذا العام هو التَّأييد الكبيرُ للمخلصين من أبناء الشَّعب السُّعودي وتعاطفهم مع قيادتهم الحكيمة قولاً وفعلاً، سواء على وسائل الإعلام الرَّسميَّة، أو على مواقع التَّواصل الاجتماعي، فالكلُّ يُريد أن يَهُبَّ غيرةً ودفاعًا وحبًّا عن هذا الوطن الغالي، والكلُّ صدرُه قد امتلأ حماسةً ونَجْدَةً بعد أن تسلَّحت نفوسُهم بالإيمان واليقين والشَّجاعة، وقد عرفوا جيِّدًا كم نحن في نعم عظيمة لا تُحصى من الأمن والأمان والاطمئنان .. وقد عرفوا تمامًا أنَّ هذا وغيره يَغِيض أعداء الأمَّة .. وأعداء الوطن.فهنئيًا لك أَيُّها الوطن بهذا الشَّعب العزيزالأبي؛ الذي يعلم حق اليقين أنَّ هذا الوطن هو محور العالم الإسلامي وقبلته.. وأنَّ هذا الوطن يظلُّ محلُّ تقدير واحترام لكلِّ من يشهد حقًّا بالله ربًّا، وبمحمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم نبيًّا ورسولاً.

ياخادم الحرمين الشَّريفين !! إنَّ المحبيِّن المخلصين من شعبك المحب لم ولن يبخلوا في الذَّود عن بلاد الحرمين في أيِّ مكان وزمان، فدفاعهم في سبيل الله وحماية للوطن بإذن الله ـ تعالى ـ من أيِّ مكروه وسُوء. ولن أبتعد كثيرًا .. ولن أنسى أبناءك في الحدِّ الجنوبي الَّذين قدَّموا ويقدِّمون أرواحهم رخيصة طاعةً لله ـ سبحانه وتعالى ـ ودفاعًا عن الإسلام ونصرًا للمسلمين ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)) [محمَّد: 7]. وهذا ليس بمستغرَب على أبناء الصَّحابة، أصحابِ معركة بدر .. وأحد .. وتبوك .. والقادسيَّة. [ولسان حال كلِّ واحد منهم ما قاله الرَّمز خبيب بن عدي: وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا… عَلَى أَيِّ جَنْبِ كَانَ فِي اللهِ مَصْرَعِي… مَا دَام فِي ذَاتِ الإِلَهِ وَإْنْ يَشَأ … يُبَارِكْ عَـلَى أَشْـلَاءِ شِـْلـوٍ مُمَزَّعِ].

وإنَّ مَّمايَسر الخاطر ، ويضفي السَّعادة على النَّفس أنَّ كلَّ عِداءٍ على هذا الوطن؛ هو عِداء على الإسلام، فأيُّ شرف ﻷيِّ دولة أن تكون هي والإسلام هدفًا واحدًا مشتَركًا للمتربِّصين المعتدين. فياله من اقتران جميل، وياله من خير عظيم. فكم والله استكثروا على هذه البلاد خدمة مكَّة المكرمة .. والمدينة النَّبويَّة .. وخدمة المشاعر المقدَّسة؛ منى، وعرفات، ومزدلِفة.. وخدمة الإسلام والمسلمين في أرجاء الأرض. بل ويفتحون قنواتهم الضَّالة المضلة، ويفردون الصَّفحات الرَّسميَّة وغير الرَّسميَّة، ويكملونهابالإتيان بأصحاب العمائم السَّوداء والبيضاء على حدٍ سَواء في سردِ ظلماتٍ من الباطل والبهتان، والإتيان أيضاً بالسُّذَّج والأغبياء الَّذين علمهم حد أنوفهم. وقد لقَّنوهم الكلمات تلو الكلمات علَّهم يستوعِبوا ويفهموا ويدركوا..!! ومع كلِّ ذلك يأبى الله إلَّا أن يُظهر الحق والحقيقة للنَّاس أجمعين. هذا وآفاق النصر قد حانت بمشيئة الله؛ فابتهج وأسعد وافتخر بأبنائك ياخادم الحرمين الشَّريفين.[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى