– يزخر القطاع الطبي الخاص بكثير من فرص العمل المغريه , والتي تهيئ لنشوء جيل من شباب الأعمال المتميز والثري , ولكن من المؤسف أن هذه الفرص – في الغالبية الساحقة –ذهبت لغير السعوديين , وتم اقتناصها من قبل الشباب الوافد على المملكة من الدول المجاورة وغير المجاوره !
– ففي الوسط الطبي تراهم يترددون كثيرا على بؤر ومراكز عقد الصفقات في المستشفيات والمراكز الطبية وهم في أبهى مظهر ,ويخيل إليك حين تراهم كأنهم أعضاء في السلك الدبلوماسي لإحدى السفارات الغربيه !
– وعندما تسأل أحدهم عن مرجعيته يرد عليك بفخر : مندوب شركه طبيه… أو تتجرأ و تفتش عن أحدهم تجده – بالكاد- خريج (تجارة) أو ما يعادلها , وتعادل عندنا – غالبا- دبلوم محاسبه وماحولها ! والتي يحملها الكثير من العاطلين! أو تجده طبيبا حديث التخرج جذبته الحيويه الماليه لهذا القطاع للانخراط فيه!!
– وشركات التجهيزات الطبيه والمستحضرات الصيدلانية تحوي الكثير من الفرص التي مايزال مصطلح ( [COLOR=crimson]السعوده[/COLOR]) في شبه غياب تام عنها !
– فموزعي الأدويه والمستلزمات الطبيه – ومن في فلكهم- هم في واقع الأمر سماسرة ناجحون ومفاوضون يجيدون تمرير الصفقات إلى الجهات المستفيده , وتكوين شبكة واسعة من العملاء , مع تحقيق مكاسب عاليه من الأرباح تعود إليهم , وذلك بعد تحقيق النسبة المطلوبة من قبل الملاك الأساسيين لهذه المنشآت والمحددة بنسب معروفة سلفا !
– و لأن مالك المنشأة – غالبا – لايجد الوقت الكافي لمتابعة تسيير أعماله التجارية فإنه يلجأ لهذه النسبة المحددة من الربح , ومازاد عن ذلك فيعود ريعه لهؤلاء السماسرة إضافة إلى المرتب الأساسي!
– كما أن لجوء الكثير من هذه المنشآت لتحقيق نسبة ( السعودة ) – ولو بشكل ظاهري – إضافة إلى سيطرة الوافدين على زمام الأمور فيها , يعرقل كثيرا وصول الشباب السعودي إليها رغم ماتحويه من فرص ذهبيه !!
– فالإعلانات الصحفيه عن وظائف شاغرة لمثل هذه الأنشطة – غالبا- يكون من باب ذر الرماد في العيون , وإسكات المطالبات النظاميه- من قبل الجهات المنظمه لهذا النشاط – التي يمكن توفيرها بالحد الأدنى – أحيانا – من السعودة الوهميه !
– وإن تمكنت – أيها الشاب المحظوظ – من الوصول لمرحلة المقابلة الشخصية فسيقابلك ( الزلمه) أو (الفهلوي ) , وهو الذي يحدد قبول انتسابك للمنشأة من عدمه ! ( ويا دار ما دخلك شر) !
– عند حصولك على ثقة صاحب المنشأة , وإتقانك للعمل وتشعباته , تأكد أنك ستحظى بمميزات كبرى تتمثل في التنقل داخل المملكة وخارجها لحضور معارض وأنشطه محليه وعالميه لعقد صفقات طبيه وغير طبيه, وحضور دورات علميه وتدريبيه متنوعه بتنوع المنتجات المتوفرة في المنشأة العتيدة, إضافة إلى قدرتك لاحقا على الإستقلال بالعمل التجاري الخاص بك في هذا المجال , وذلك بعد أن يتفتق ذهنك السعودي الأصيل عن أفكار تدفعك للدخول فيه بثقة واستقلالية تامه !!
– [COLOR=crimson]للمعلومية [/COLOR]– فإن مثل هذه الفرص قد تفتقد -في البداية- إلى الرفاهية والكرسي الدوار والمكتب الفاخر , ويتطلب الإنخراط فيها إلى توفر الحيويه والنشاط والرغبة في التعرف على أساليب التعامل والتسويق و(حركات الإتيكيت والفهلوه)- احيانا!
– كما أنها فرص مهيأه لحاملي مختلف الشهادات الدنيا والعليا , بدأ من سائق , إلى موزع , أو مفاوض محترف أو محاسب , وانتهاء بمدير عام , أو عضو مجلس إداره !!
– ومنح هذه الفرص للشباب السعودي سيحد – كثيرا- من عمليات الفساد المالي المرتبطه بالعقود الطبيه وغير الطبيه , والتي يعرفها القائمون عليها والمؤلفة قلوبهم, الذين يفضلون – غالبا- التعامل مع الوافدين حفاظا على سرية بعض الأمور والتسهيلات الجانبيه !!
– [COLOR=green]في جانب آخر من الموضوع[/COLOR] :
ما حدث لمنتسبي شركات التشغيل المتعاقده مع بعض المستشفيات والمراكز التابعه لوزارة الصحه – غالبيتهم من فئة الشباب السعودي- يمثل صدمة غير مقبولة , تتعارض وتوجه الدولة في سعودة الوظائف , وتوفير الأمن الوظيفي لكافة الشباب , والتقليص من الأعداد الكبيرة للعاطلين عن العمل !
– ومن خلال معرفتنا واحتكاكنا بعينة من هؤلاء الشباب , فقد أثبتوا – بجدارة – قدرتهم على العطاء والتميز في أعمالهم المتنوعه , وتطلعهم إلى الأفضل -دون يأس – طالما أن الفرصة متاحة لهم !!!!
[ALIGN=LEFT][COLOR=green]د. عبدالعزيز الزهراني[/COLOR] drabuomer@yahoo.com[/ALIGN]