قال توماس كارلايل: لوحظ على محمد منذ صباه أنه كان شابًا مفكرًا وقد سمّاه رفقاؤه الأمين، رجل الصدق والوفاء الصدق في أفعاله وأقواله وأفكاره وقد لاحظوا أنه ما من كلمة تخرج من فيه إلا وفيها حكمة بليغة ، وإني لأعرف أنه كان كثير الصمت يسكت حيث لا موجب للكلام ، فإذا نطق فما شئت من لبّ ! وقد رأيناه طول حياته رجلاً راسخ المبدأ صارم العزم بعيد الهم كريمًا برًّا رؤوفًا تقيًا فاضلاً حرًا،رجلاً شديد الجدّ مخلصًا ، وهو مع ذلك سهل الجانب لين العريكة،جمّ الِبشر والطلاقة حميد العشرة حلو الإيناس،بل ربما مازح وداعب، وكان على العموم تضيء وجهه ابتسامة مشرقة من فؤاد صادق، وكان ذكي اللب،شهم الفؤاد، عظيمًا بفطرته،لم تثقفه مدرسة ،ولا هذبه معلم ،وهو غني عن ذلك، فأدى عمله في الحياة وحده في أعماق الصحراء .
أما الباحث الروسي آرلونوف قال: اشتهر محمد بدماثة الأخلاق ،ولين العريكة،والتواضع وحسن المعاملة مع الناس، قضى أربعين سنة مع الناس بسلام وطمأنينة، وكان جميع أقاربه يحبونه حباً جماً، وأهل مدينته يحترمونه احتراماً عظيماً، لما عليه من المبادئ القويمة، والأخلاق الكريمة وشرف النفس والنزاهة.
يا من تبحثون عن قدوة حسنة، قدوة لمعنى الإنسان الكامل ،إنكم لم ولن تجدوها إلا في محمد صلى الله عليه وآله وصبحه الكرام ، سيد الكونين من عرب وعجم ، ويا أيها الناس الذين تتطلعون إلى كرامة الإنسان الحقيقية ، إنكم لن تعثروا عليها إلا فيما أتى به دستور محمد ﷺ وفي سيرته الكريمة ،ويا من تتحرقون شوقا إلى المساواة والعدل الحقيقيين إنكم لن تجدوها إلا في ميزان محمد ﷺ ، الذي جعل الناس سواسية كأسنان المشط وبدأها بالحج العظيم ،وأقام لهم الموازين القسط ،ويا أيها المستعبدون للأهواء ،إنكم لن تريحوا رائحة الحرية ،ولن تتنفسوا بعبقها إلا في حديقة النبي محمد ﷺ ويا أيتها النساء اللاتي غرّر بكن السفهاء وتاجروا بأعراضكن وأجسادكن وجمالكن ،لا يريدون منكن إلا إشباع العين والشهوة .
ألجأن إلى حمى محمد ﷺ الذي جعل الجنة تحت أقدامكن وحماكن حتى من خائنة الأعين ، ويامن تبحثون عن دستور يحمى الإنسان من داخله قبل خارجه ، لن تجدوا أنصف وأعدل وأوضح ميزان للحق في الأرض والسماء ، كدستور محمد بن عبد الله ﷺ وهو القرآن الناطق .[/JUSTIFY]