المقالات

نسمة عابرة “محمد نور قاري”

نسمة عابرة “محمد نور قاري”
بقلم: د حسين بن علي بندقجي

[JUSTIFY]إن القلب ليحزن والعين لتدمع وإنا لفراقك أبي عبدالله والله لمحزونون. كنت نسمة عابرة جميلة مرت على الكثيرين من أطياف المجتمع المكي خاصة والحجازي تعميمًا. تركت لمسة إنسانية لكل من عرفك وزيرًا، غنيًا أو أفقر مما نتصور. روحًا لم تعرف الحقد أو الغل أو الحسد على مخلوق، قناعة ورضًا بما قسمه الله له في الحياة قل أن نجدها في من عرفنا من البشر، الابتسامة لم تفارقه وهو في أشد حالات الحزن على شيء كان يتمناه ولم يتحقق، لم تعرف له أسية على أحد أو أغضب أي كان عرفه أو أحتك به في مشوار حياته -رحمة الله عليه-. عرفته صديقًا لأخوالي منذ أكثر من 50 عامًا فأصبح الأخ الذي لم تلده أمي، كل هذه السنون وهو كما هو وكما عرفته بدايةً، لم يغيره الزمن وظل ذلك الصديق الذي تتوق نفسك للقائه بل مجرد سماع صوته يدخل الراحة والاطمئنان إلى قلبك، كنت أنتظر مكالماته خلال أربع سنوات قضيتها مرافقًا لابنتي بأمريكا على أحر من الجمر، نفس طاهرة نقية لا تعرف الكذب والنفاق محبة لمساعدة المحتاج كان من كان دون أن تكون هناك سابقة معرفة وحسبي أن يكون ممن اختصهم الله لقضاء حوائج الناس من الآمنين من عذابه يوم القيامة، كان يحادثني هاتفيًا متشفعًا مساعدة شبابٍ لإيجاد وظائف لهم بالخطوط السعودية دون أن تكون له أي مصلحةٍ شخصيةٍ أو منفعةٍ مستقبلية ويترك النتيجة على رب العباد حامدًا شاكرًا في كل الأحوال.
كنت أشاهد الإرهاق والتعب ظاهرًا عليه مشاركًا في المناسبات الاجتماعية المدعو لها، بل في أكثرها كنت تعتقد أنه الداعي وليس المدعو من خلال مشاركته في الترحاب وخدمة بقية المدعوين. تجده حاضرًا ومشاركًا مجالس العلماء وحلقات الذكر في مكةِ الحبيبة إلى قلبهِ ومدينة الحبيب عشقه الدائم وجدة العروس والطائف المأنوس. ترك بصمةَ مربي أجيال في مجال تخصصه لغة الضاد، أكد لي أحد رجال التعليم أن ما شهدته من أفواج المعزين في جنازته وأيام العزاء يغلب عليهم تلامذته الذين أحبهم فأحبوه، وزملائه في حقل التعليم كُلُّ يذكره بخير. إرادة الله أن يكون مثواه بجانب قبور من أحبهم من علماء آل البيت وكأن القدر يقول له صحبة الأخيار في الدنيا هي الصحبة بعد الممات، سبحان مقدر الأقدار. أيام فضيلة مباركة في شهر حرام في البلد الحرام كان آخر عمله المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن عائدًا إلى أهله بوجبة عشاء فلم يمهله القدر بسائق متهور كان سببًا في انطفاء شمعة كانت تُنير الطريق للآخرين ونسمة عابرةٍ جميلة مرت في حياتنا اسمها محمد نور قاري، أشكر الله على ما منّ علينا من صحبةٍ وأخوةٍ قلَ أن تتكرر وموعدنا جنةِ الخلد تحت راية الحبيب المصطفى.
رحمك الله أبا عبدالله وحفظ لك الذرية، وأنزل البركة عليهم والصبر والسلوان لكل من أحبك. سيفتقدك المجتمع المكي شخصية قلَ أن تتكرر.[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. عزيزي د. حسين بندقجي. لقد كتبت واجدت فيما تحدثت به من ذلك المعلم. الاستاذ. محمد نور قاري احبه كل من عرفه واعب بأفعاله كل من سمع عنها رجل خلوق محب للخير هكذا عرفته وجاورته منذو ما يقرب من عشرين عام رحمك الله ابا عبد الله ترك ارث سمعه طيبه واسرة كريمه لها قدرها وتقديرها.
    احد المواقف حضرت يوما من الايام لحفل مدرسي كون الابناء يدرسون فيها وتفاجات إذا بي اجد الاستاذ محمد. في الصف الاول لمكانته حيث انه مشرف من قبل التعليم فقام باستقبال والترحيب بي ويريد ان يجلسني مكانه وهذا ما بمزه تقديره للآخرين طبعا رفضت ذلك إلا ان مدير المدرسة أوجد لي كرسي بجانبه رحمه الله قام ليلقي كلمة توجيهيه حسب المتعارف فيستأذن مني لذلك. الله وأكبر على هذا الخلق يابو عبّد الله وحمك الله رحمة الابرار وجعل نزلك الفردوس الأعلى من الجنه ووالدي ووالديكم ياو علي والمسلمين اجمعين شكري وتقديري لكم. د. حسين ان جعلتنا ندعو له في هذه الايام المباركه🤲🌹

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى