شموخ وطن وللريادة ثمن

” السيف والقلم كلاهما آلة لصاحب الدولة يستعين بها على أمره ، فتحتاج الدولة إلى الاستظهار بأرباب السيوف وتقوى الحاجة إليهم في حماية الدولة والمدافعة عنها ، والدولة بحاجة أيضاً لأرباب القلم لأنه آلة السلطان التي يستظهر بها على تحصيل ثمرات ملكه والنظر إلى أعطافه وتثقيف أطرافه والمباهاة بأحواله .”إبن خلدون

ووطننا في ذكرى توحده الخامسة والثمانين تطل علينا هذه المناسبة في ظل عوائق وصعاب وأخطار تحيط به من كل جانب وهو في حاجة لأرباب السيف والقلم جميعاً ، بل هو في حاجة لوعي ويقظة كل مواطن من مواطنيه ، فالكل على ثغر من الثغور – يأبى أن يؤتى الوطن من قبله – دفاعاً عن أمن وطنهم واستظهاراً لدوره العظيم في نصرة قضايا الأمة والذود عن أراضيها والحفاظ على مقدساتها والعمل على لم الشمل وتوحيد الكلمة والمضي في الإعمار والبناء ونشر رسالة الإسلام الخالدة التي تحمل السلام والخير للإنسانية جمعاء .

وأرباب السيف من جنودنا البواسل وبمختلف رتبهم العسكرية يقدمون أرواحهم الغالية في ساحات الوغى ، ويتنافسون للارتقاء لمنازل الشهداء دفاعاً عن الوطن وإعلاءً لراية التوحيد .

وعلى الجانب الآخر تقع على عاتق أرباب القلم مسؤوليات جسيمة في الإنتصار للوطن ونشر الوعي بين أبناءه ورفع الروح المعنوية لجنوده ومقارعة الأعداء في ساحات الحرب الافتراضية وتسخير الإعلام لإظهار الحق وبيان وجه الوطن المشرق والتحذير من الخطر المحدق والتأكيد على جمع الكلمة والتحذير من الفرقة والاختلاف ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت” أهجهم وروح القدس معك ” ولن يهزمنا الأعداء إلا إذا نجحوا في اختراق معنوياتنا كما كان يذكر عن المجاهد عمر المختار ، وكل مواطن على ثغر ، فالوطن ليس ” أوبريت ” نتغنى به ، ولا أغنية وطنية نتراقص على أنغامها ، فالإرجاف خيانة للوطن والإشاعات وقود للفتن ، وتغريدة المائة وأربعين حرفاً قد تكون أقسى على الأعداء من وقع النبال ، وقد تنطق الصورة بما تحويه أرفف من المؤلفات ، وكل من أتقن الأبحدية مسؤول ، فليس من الإنصاف أن يسلم الأعداء من النبال ، ويكتوي الأهل والعشيرة بالنيران .

كلنا شركاء لرفعة وشموخ هذا الوطن ، ولنتذكر جميعاً أن للريادة ثمناً ، نجود بأرواحنا ونحمل بين كفوفنا الكفن ، ودام عزك يا وطن ..