المقالات

ثقافة تبرير الأخطاء

لايرضى أحد في العالم أجمعه بالفشل أو عدم النجاح فكل يبحث عن النجاح ويسعى الى تحقيق ذلك جهده , وفي مجال الأعمال يسعى الجميع الى تحقيق المآل ويعمل بالأسباب للوصول الى الهدف .. إلا أنه قلما نجد في دول العالم من يبحث عن مبررات الفشل بل يقوم المسؤولون والقادة والمدراء في الدول المتقدمة إلى دراسة أسباب الفشل أو الإخفاق للتصحيح وعدم الوقوع مرة أخرى في الخطأ ..

وفي الحروب يقوم القادة بتحليل شامل للحرب وأسبابها ونتائجها والخروج بدروس مستفادة من هذه الحرب سواء كانت نتيجتها نصراً أو هزيمة حتى لاتتكرر الأخطاء مستقبلاً وليتم تصحيح الخطط بناء على ماظهر في هذه الدروس ثم تُدرس هذه للضباط في الدورات القيادية أو التخصصية .

أما عندنا وللأسف الشديد نجد الأغلبية من الناس عكس ذلك فهم يبحثون دائماً عن المبررات للفشل والسقوط , فإن كان الفشل في تنفيذ مشروع رأيت المعنيين يرمون باللوم على عدم وجود الإعتمادات الكافية أو سوء التربة أو غيرها من المبررات وكأنهم لم يقوموا بدراسة شاملة للمشروع قبل البدء في التنفيذ .

وإن كان الفشل في عمل آخر بحثنا عن المبررات لا التصحيح ونجد بكل أسف هناك من لايعنيهم الأمر من قبل ولا من بعد يتصيدون تلك المبررات ليضعونها تحت نظر المسؤول وكأنهم يبحثون عن شيءٍ ما ..

تذكرت هذا الأمر أثناء مباريات كأس العالم المقامة حاليا في جنوب افريقيا , فقد تبارى بعض الكتاب في التبرير لهزائم منتخبنا وعدم تأهله للمونديال وهزيمته من منتخب كوريا الشمالية فقد قرأت يوم الخميس 5/7 /1431هـ الموافق 17/6/2010 م في ملحق الميدان الرياضي التابع لجريدة اليوم مقالا للكاتب والإعلامي محمد حمادة يقول فيه مانصه : (من هاجم المنتخب السعودي لأنه عجز عن تخطي نظيره الكوري الشمالي في المباراة الحاسمة من تصفيات مونديال ( 2010 ) عليه أن يلتمس له العذر وكل العذر بعدما شاهد الفوز الأشبه بالولادة القيصرية للبرازيل على الجزء العلوي من الدولة التي شاءت السياسة أن تقسهما الى نصفين ) ..

كما كتب في نفس العدد الاعلامي مصطفى الآغا (: إن من غمز من قناة خروج المنتخب السعودي على يد هذا المنتخب الذي وصفوه ( بالهزيل ) ، هو وصف لم يكن دقيقا ولا يعكس حقيقة قوة الشماليين ولاقوة دوافعهم السياسية والمعنوية التي تردم هوة الفنيات بينهم وبين أقرانهم ومنافسيهم )..

كنا نتمنى من الأخوة الكتاب والإعلاميين ألا يحاولوا تبرير هزيمة المنتخب فالماضي لن يعود – ولاأعلم ماذا سيكون قولهم بعد هزيمة كوريا الشمالية بالسبعة ؟!

نحن في حاجة إلى تصحيح القادم ليكون أفضل بالإستفادة من أخطاء الماضي .. نحن في حاجة إلى أن يكون منتخبنا في مكانه الصحيح حيث كان الأفضل من جميع منتخبات آسيا قبل عدة سنوات , والآن وقد تجاوزتنا هذه المنتخبات وكأننا واقعون تحت تأثير مقولة الشاعر ( ألهى بني تغلب ) ..

نعلم يقيناً أن المنتخب وإدارته وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد وصاحب السمو الملكي نائبه قد وضعوا النقاط على الحروف وقاموا بما يستحقه الوضع من الدراسة ومعرفة الأخطاء وسنرى في المستقبل النتائج التي ستشرفنا جميعاً بإذن الله تعالى , وهما ليسا في حاجة الى من يكتب ليبرر لهما ولنا عدم تأهل المنتخب ..

وختاماً نتمنى أن يأتي اليوم الذي نرى من العاملين في جميع المجالات من يعترف بالقصور ويتحمل المسؤولية ويدرس الأخطاء لايلجأ إلى إختلاق الأعذار, وأن نعمل جميعاً على تحقيق الأفضل لنواصل اللحاق بركب الدول المتقدمة ولانستمر في مكاننا مراوحين نراقب مشهد التطور دون أن يكون لنا دور أو دون أن نكون الفاعلين ..
وبالله التوفيق .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقال تضمن حكم وطرائق عديدة للنجاح وبأقصر الطرق . .

    لك الشكر يا أبا ضيف الله

  2. مقال تضمن حكم وطرائق عديدة للنجاح وبأقصر الطرق . .

    لك الشكر يا أبا ضيف الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى