حليفك ذراعك..!
د.محمد خيري ال مرشد
يروج الكثيرون لحلول سياسية مع عصابة بشار المتهاوية والمدعومة ايرانيا وروسيا وهذا لن يكتب له اي نجاح حسب معرفتي بعقيدة شعوب أهل الشام ، الذين لن يقبلوا بأقل من رحيل هذه الزمرة الحاكمة في سوريا وان امكن محاكمتها حاليا ، وتطهير بلاد الشام من بقايا أي وجود ونفوذ إيراني على المدى الأطول , هذا أمر لن يختلف عليه اثنان من أهل الشام من مناهضي بشار وعصابته ، وان اجتمع كل أهل الارض على غير ذلك.. هم لن يرضوا بتنظيم الدولة أيضا على أرضهم هذا التنظيم الذي روج له بالقوة والسيطرة ، وهو في الحقيقة صناعة وعمل مخابراتي ؛ ليكون ورقة تمرير سياسات و مصالح لا أكثر وقوته المهول لها في الحقيقة نتيجة التخاذل عن دعم أهل الأرض بالقوة المناسبة لدحرهم وكان ذلك ممكنا جداا ، وكنت متابع لذلك عن قرب وأثناء القتال وهو ممكن الان ايضا ، وليس مستحيلا كما يروج له الغرب بأنه يحتاج إلى عشرات السنين فقط للتهويل والتخويف لغاية ما في نفس يعقوب ، وأنه في الحقيقة يمكن اقتلاعه خلال فترة لا تتجاوز السنة ان صدقت النوايا التي لم تصدق يوما..
إن أمرا كهذا يتطلب الاعتماد على الله أولا والذراع ثانيا دون انتظار وعدم التعويل على حلفاء الامس ، لأنهم بكل صراحة في خندق العدو عمليا .. فلابد من استخدام كل أوراق الضغط المتاحة على جميع العناصر الإقليمية والدولية المؤثرة أثناء ذلك دون ان ننتظر منهم اي مشاركة فعلية فهم لن يفعلوا , وأن الدمار الحاصل يناسبهم أكثر مهما قالوا او تذرعوا , فهم عملوا على نشر الفوضى وأعدوا عدتها وتمويلها منذ عقدين من الزمن ان لم نقل اكثر ، وأعلنوها مرارا جهارا نهارا , إلا أنها حصلت بدون أن يخسروا جنديا أو دولارا فقط ، وجهوها لهذا الاتجاه بعد حصول الربيع العربي وإن اي مراقب صغير للأحداث يرى ذلك بوضوح..
إن تحقيق الأمن والسلام في المنطقة ، لن يتم وأذرع ايران تتحرك في المنطقة وتعيث فيها فسادا في السر والعلن يمينا وشمالا ؛ بل إن تقزيم وتحجيم هذا الدور والذي أراه بدءا بعاصفة الحزم المباركة ، يجب أن يستمر وبقوة بتنسيق كل الجهود الممكنة لدعم الثوار السوريين دعما حقيقيا لمواجهة أذرع إيران ، وأخيرا التدخل الروسي السافر الذي إن نجح لا سمح الله لن ينفعنا بعدها ذرف الدموع واللطم على الحظ ، وهذا ما ذكرناه ونبهنا له في مقالة سابقة من سنتين كانت بعنوان آخر نواقيس الخطر , ولنعلم جميعا أن روسيا وحزب العفاريت ومن وراءه إيران ليسوا بهذه القوة التي يصورها الإعلام على الأقل ، فهم يواجهون شعبا وأي شعب !! إنهم أهل الشام المشهود لهم ، وأن مواجهة الشعوب ليس أمرا سهلا على أي قوة محتلة في العالم ، فالمناصر للشعوب هو الرابح لا محالة ، والشعوب هي التي تنتصر دائما ولو بعد حين لأن طاقاتها متوفرة وعطاءاتها متجددة ..
لقد نفذ الوقت لأي انتظار وأن هذه المعركة التي تدور اليوم رحاها في بلاد الشام والتي اجتمع فيها الشرق والغرب ليضمن مصالحه .. إنه صراع عالمي على تقاسم النفوذ بين الأقوياء لن يكون الخاسر فيها إلا من جلس متفرجا من النافذة على الأحداث ، فلن يوفر الفرس أحدا إذا ما سيطروا مع الروس على سوريا ، فالعالم كما العادة يفسح مكانة مناسبة للقوي فقط ولن يكون هناك مكان للضعفاء كما أنه لم يكن لهم سابقا .. فيجب معرفة وفهم حدود قدرات كل الأطراف المشاركة في هذه الأحداث سواء مباشرة أو بشكل غير مباشر ، وهي معروفة جدا للمختصين و بناءا عليه بناء استراتيجية عمل ذاتية لتأمين مصالحنا,مصالح شعوبنا ..
هذا هو الحلف الروسي الايراني الشيعي الصفوي العلوي ، قد ظهر للعيان في غرفة عمليات واحدة أمام حلف آخر أشبعنا جعجعة ولا طحين ، هم يفعلون ونحن نقول .. ستسقط الهيبة وإلى الأبد من جميع من لم يتحرك فعليا على الأرض ..إنها دورة من دورات التاريخ المهمة والتي تتشكل بها خرائط جديدة ‘ بل تثبت بها عقائد وتهزم أخرى .. إنها فرصة الأحرار لدحر الظلم والعدوان أولا ، ثم للمحافظة على الدين والكرامة والحرية ثانيا .. اللهم اني قد بلغت ..[/JUSTIFY]