مذيعٌ تُرافقه الموهبة
عبد الرحمن بن عبد القادر الأحمدي
لله درُّك موهوب على سحائب من نور .. لله درُّك صوت الحسن من مكنون الصُّدور .. وحلاوة الثُّغور .. لله درُّك في مسعاك .. إشراق يتبعه إشراق .. والأصوات الأنيقة تسري .. على أوتار مصافي الآذان .. فتداعب الإحساس المرهف .. وتروي الشُّعور المتعطِّش للصَّوت الباهر .. تسير بعيدًا لتَّواصل بعشق التَّغريد .. فتباهي مجمل الحروف .. وتغازل بديع الجمل .. فيشرق المعنى .. وتظهر المتعة .. وتراقص الكلمات .. لتعانق لباب العقول .. ولتجمل عنان الخاطر .. لله درُّك ذهب الصَّوت بالتَّفكير .. وصار الفهم مشرد أسير .. والمقصود وقف حائرًا .. تيهت المعاني بعد بوح المتحدِّث بل سرقت ..!! هي السَّرقة الحلال .. بل السِّحر المستحب .!!
لله درُّك تميُّز باهر يرادفه تفوُّق ثائر .. وصولاً للمرغوب .. يالحسن اللِّقاء .. ياللحظة الجميلة .. التي أضفت على الأجواء حلو الصَّفاء .. وعذب العطاء .. سكوت يؤكِّده السُّكوت .. ذهول يكسوه الذُّهول .. رغبة مدهشة بل ملحة في الاستمرار والإطالة .. وتخطي حدود قيود الزمن .. وحواجز أسوار النِّظام .. وأصبح الوقت مهملاً .. وأصبح في المحدود متَّسعًا .. لم تشبع النَّفس بعد .. ولم يكتفِ السمع بما جرى .. بل المزيد المزيد .. يالحلاوة الإلقاء الفتان .. يالجاذبيَّة الإلقاء البهيج .. أنت أيُّها الموهبة الطموحة .. ارحل من ضئيل الضَّوء .. إلى رحيب النُّور .. فمكانك يافارسَ الصَّوتِ في منازل السُّمو والعلو .. بجوار أماكن الأعلام الخالدة.
خاتمة..
يبقى الموهوب؛ أيُّ موهوبٍ في أيِّ زمان ومكان في حالة انتظار .. لا يَعرف ولا يَذكر .. حتى تتلقفَه -بعد توفيق المولى عز وجل- يدُ الفضل والثِّقة والخبرة؛ لتوصله بصدق إلي بلوغ المرام.[/JUSTIFY]