أتمنى أن تسعى النقابة العامة للسيارات كجهة إشرافية تنطوي تحت مظلتها شركات نقل الحجاج إلى معالجة المشكلات التي تواجه مؤسسات الطوافة بحوار موضوعي ونقاش علمي للوصول إلى حلول للكثير من المعوقات التي تواجه مكاتب ومجموعات الخدمات الميدانية بمؤسسات الطوافة مع انتهاء موسم الحج كل عام، ويُعاد تكرارها دون أية حلول مجدية لها. وما أتمناه أن يكون الحوار والنقاش بين النقابة العامة للسيارات ومؤسسات الطوافة بمشاركة وزارة الحج كطرف محايد بين الاثنين، وألا ينظر مسؤولو النقابة إلى هذه الدعوة كدافع شخصي أسعى من خلاله لكسب مصلحة خاصة، فالمصلحة العامة يجب أن تكون فوق الجميع خاصة وأننا نعمل لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وأي خطأ ترتكبه شركة نقل أو مؤسسة طوافة يعني خطأ لكافة القطاعات الحكومية والأهلية في نظر الحاج، الذي ينظر إلى الخدمات المقدمة له كعقد عمل متكامل. لذلك ينبغي أن يطبق مبدأ الثواب والعقاب على الجميع مطوفًا كان أو شركة نقل حجاج، لا أن تعفى شركات نقل الحجاج من العقوبات باعتبارها شركة تجارية خاصة، وتجير أخطاؤها على المطوفين ومؤسساتهم. هذا إن كانت النقابة العامة للسيارات راغبة في الوصول إلى حلول عملية للكثير من المشكلات التي تواجه حجاج بيت الله الحرام ومؤسسات الطوافة، وتؤدي إلى تأخر الحجاج عن مواعيد مغادرتهم من مكة المكرمة إلى جدة مما ينتج عنه تأخرهم عن رحلاتهم الجوية، إضافة إلى تأخر آخرين منهم عن مواعيد مغادرتهم مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، ويجير التأخير كمخالفة على مكتب أو مجموعة الخدمة باعتبار أنها خالفت التوجيهات الصادرة من إمارة منطقة مكة المكرمة بتسيير حافلات بعد الساعة الحادية عشرة ليلًا. وإن انبرى مطوف أو مؤسسة لطرح هذه المعاناة جاء من يتهمه بالانحياز للمطوفين ومؤسساتهم، وتبرئة ساحة شركات نقل الحجاج من أي خطأ ترتكبه، حتى تعطل الحافلات داخل مكة المكرمة أو خارجها يجير على المطوفين ومؤسساتهم.
وهنا نتوقف ونسأل إلى متى تبقى شركات نقل الحجاج تسرح وتمرح بأخطائها ولا تطبق بحقها مخالفة واحدة ؟ ولماذا يتحمل المطوفون ومؤسساتهم أخطاء الآخرين وتسجل عليهم المخالفات مقرونة بمحاضر يشارك في توقيعها القريب والبعيد. إن ما ندعو إليه ليس لمصلحة زيد أو لكسب محبة عبيد، فينبغي على النقابة العامة للسيارات وقبل أن يعلن معالي وزير الصحة نجاح موسم الحج وخلوّه من أي أمراض معديه، واستعداد حجاج بيت الله الحرام لمغادرة مكة المكرمة، أن تسعى لمعرفة قدرات الشركات لنقل الحجاج إلى المدينة المنورة وجدة خلال أيام 13، 14، 15ذي الحجة التي تعرف بأيام الذروة. وكم نتمنى أن تعلن النقابة العامة للسيارات عن خطط وبرامج تضمن توفير حافلات جيدة لرحلات مغادرة حجاج بيت الله الحرام لمكة المكرمة إلى جدة أو المدينة المنورة، وتكون بذلك قد أوفت بعملها وقدمت واجبها. وسأفسح المجال أمام مسؤولي النقابة وأترك لهم الأبواب مفتوحة للدخول إليها والإدلاء بدلوهم وإيضاح دورهم، في قضايا عدم توافر الحافلات وكثرة تعطلها، وأتمنى أن تكون كلماتهم مقرونة بدلائل واقعية وبراهين ثابتة.