الحزنُ الكبير
شعر: خليل الفزيع
———————
لمـا تمـادَى بِيَ التِّرْحــالُ يا وَطَــنِي
والرُّوحُ تَنْهَلُ مِنْ فَيْضِ الأسَى جُرَعاً
وفي الفُـؤادِ صَـدَى الآهـاتِ والإحَنِ
شَطَّتْ بِيَ الدّارُ لا صَحْبٌ ألُوذُ بِهِـمْ
ولا أنيسٌ عن الأوْهــامِ يُبْعِــدُني
كأنَّمــا قَــدَرِي غُصْــنٌ تُـقَـصِّفُـهُ
ريحُ الخِلافِ فلا أجْني سِوَى المِحَنِ
وحَـوْلِيَ الناسُ غَـرْقَى في تَشَتُّتِهِمْ
بَيْنَ المَـذاهِبِ والأطْيافِ والفِتَنِ
لا يَرْعَـوِي عاقِـلٌ فيهـم ليُرْشِـدَهُـمْ
لواحَةِ الحُبِّ يَزْهُو في حِمَى الوَطَنِ
قَــوْمِي نِيامٌ ونابُ الشّرِّ يَنْهَشُهُـمْ
فما اسْتفاقُوا على الأخْطارِ يا وَطَني
على التفاهاتِ نَفْنِي جُهْدَنا هَـدَراً
نُبَـذِّرُ المـالَ في سِـرٍّ وفـي عَلَنِ
وبالمَظـاهِـرِ نَنْسَى كُـلِّ نازِلَةٍ
نَلْهُو كأنْ لمْ نَعِشْ في قَسْوةِ الزّمَـنِ
نَنَسَى فلسطينَ ما زالتَ قَضِيَّتُنا
كأنمـا حالهــا.. وَهْــمٌ ولم تَكُنِ
والقدسُ تشكو وما زالتْ مُكبّلةً
رهنَ التآمرِ والأحقادِ والوهَنِ
وحوْلـنا فِـتَنَةٌ تُـدْمِي مَواجِعَـنا
مِنَ الغُـلُـوِّ.. نَرَى ما ليسَ بالحَسَنِ
بينَ الأنـامِ طغت نارُ التَّحَزُّبِ.. مَنْ
يُطْفِي حَـرائقَ كالطاعُونِ في البَدَنِ؟
وفـي الجِـوارِ عَـدُّو اللهِ.. ليس بِـهِ
غير التَّطَـرُّفِ والإرْهـابِ والفِتَنِ
حِقْـدٌ تَـرَبَّتْ على آثـارِهِ حِـقَـبٌ
تَلَـوَّثَتْ بالأذَى مِنْ سالِفِ الـزَّمَنِ
ما بَيْنَ حُوثِيِّهِـمْ والداعِشيِّ نَمـا
حِلْفٌ مِنَ الشَّـرِّ قد قـادُوهُ بالرَّسَنِ
فهــلْ أُلامُ إذا مـا قُلْتُ يا وَطَـنِي:
تَوَغَّل الحُزْنُ في رُوحِي وفي بَدَنِي؟[/CENTER]