المحليةالمقالات

صحن "عُصمان " وصحون أخرى

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]صحن “عُصمان ” وصحون أخرى[/COLOR][/ALIGN]

من بين مناظر الفيديو التي شاهدها الناس كثيراً .. مراراً وتكراراً .. وقع بصري على مشهد لطفل في الأجزاء الأفريقية المظلمة ( لنفرض أن اسمه عُصمان )،بطنه بالون يكاد ينفجر، عظامه نحيلة بارزة مغلفة بغلاف شاحب رقيق، يقف في طابور معتم طويــــــــــل ،ويحمل صحناً ملوثاً عديم المعالم ،منتظراً حصته من ( الأسهم )…… قصدي حصته من الشوربة التي طبختها هيئة الأمم المتحدة أو إحدى وكالات الغوث الدولية في تنكات عملاقة.

حينئذ تولدت في ذهني فكرة استعراض ثقافة الصحون في هذا العالم مذكراً ببعض نماذجها آملاً أن يقرأ القارئ كل نموذج وهو يستشعر تفاصيل مشهد الطفل الذي جعله العالم ( هو والملايين من أمثاله) خارج التغطية .
أول نموذج هو صحون “سيد سلطنة الذهب” – حسب الصور الإلكترونية الموثقة – وهي صحون مصنوعة من الذهب الخالص ، وكذلك معظم تجهيزات وإكسسوارات قصوره وسياراته وطائراته ، …والملاعق ،والشوك ،…. وتجهيزات التواليت …….. الخ….كلها ذهب خالص ،
فيا أيها السلطان ماذا عن عصمان ؟
وهناك فن معماري في بعض الدول العربية والإسلامية يدعى ” الصحن ” ، بحيث تصل كلفة بعض الصروح المعمارية ذوات الصحون إلى عشرات بل مئات الملايين …….
فأين عصمان من ذلك ؟
بل وأن ملايين الصحون اللاقطة ( الدشات ) قابعة على أسطح منازل الأغنياء والفقراء ، موجهة نحو أقمارها الاصطناعية ، لتمتص من الفضاء كل ما يخطر على البال من الخير والشر، جنباً إلى جنب مع كل وسائل الاتصال الحديثة الأخرى :الإنترنت ،الموبايل ،…
إلا أن عصمان خارج التغطية!!

أما وجه الشبه بين صحن عصمان و” الصحون الطائرة ” هو أن كلاهما إفرازات ومنتجات سياسية ؛ فالصحون الطائرة( اليوفو ) التي صنعتها السينما الأمريكية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالسياسة، حيث بدأ بعض المسنين الأمريكان بالظهور حديثاً على فضائيات مختلفة ، متحدثين عن ذلك وبأدق التفاصيل ، حيث بينوا أن القرويين حينما كانوا يسمعون أصواتا غريبة وعلى مسافات بعيدة من بلداتهم ، يهرعون إليها فيجدون شظايا معدنية ضخمة محترقة أحدثت أخاديد كبيرة في الأرض ، لتخترع السلطات حينذاك وهماً اسمه الصحون الطائرة . والحقيقة – حسب توضيحات هؤلاء المسنين – إنها كانت بدايات التجارب النووية السرية الأمريكية . أي لا يوجد شيء اسمه صحون طائرة! . وسياسة التكتم والتغول والتدليس نفسها ، هي التي تقتل عصمان وأمثاله من أهل المجاعات جوعاً وتعزلهم عن البشرية .

صحيح أن الفقر متواجد في معظم الدول العربية والإسلامية ،إلا أن الفقراء الذين نعرفهم ،ومهما بلغ بهم الضنك ، فهم لا يموتون جوعاً ، بينما عصمان وآخرون يجوعون ثم يجوعون، فيموتون ، وهانحن نغوص في بحر عام 2010 ولازال الاقتصاد العربي الإسلامي الكلي مجتمعاً – غير قادر على …لا نقول تحسين الأجور والرواتب …ولا رفع المستوى التعليمي والصحي …ولا تحسين الطرق ،..ولا …. ولا … و إنما غير قادر على إنقاذ حياة أناس يموتون جوعاً .
فحافظوا أولا على أهم حق من حقوق البشر وهو قوت الحياة ، ومن ثم فكروا في كل ما يخطر ببالكم من متطلبات التنمية البشرية.

[ALIGN=LEFT][COLOR=green]المهندس/ احمد صالح الكساسبه[/COLOR][/ALIGN]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى