المحليةالمقالات

فراق الأحبة.. التسليم والإيمان والرضا

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]فراق الأحبة.. التسليم والإيمان والرضا[/COLOR][/ALIGN]

حين يأتي القضاء ليس لنا إلا أن نخضع ونرضى ونستسلم لقضاء الله وقدره، ونقول لاحول ولاقوة إلا بالله، اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرًا منها. ونحن بشر نتألم ونحزن ونبكي ،وهذه حالة تعبيرية إنسانية طبيعية، خاصة إذا كان الإبتلاء في عزيز علينا .. الأم ..هبة الله وبركته على أرضه ، كائن المعقول واللامعقول من الإنسانية و المشاعر والعطاء ونكران الذات .

بعد شهرين على [COLOR=crimson]وفاة والدتي، [/COLOR]تمكنت وبصعوبة أن أتغلب على مشاعرالحزن والفراق وأمسك القلم كي أكتب لها ولأول مرة، فعيدي هذا العام أتى حزينًا باردًا ،أحاول اجتلاب الفرح لنفسي قسرًا فيأتي ثقيلاً لا لون له و لا طعم ولا حياة ..كيف لا وأنا وأنت لم نفترق يومًا .

كنا ننتظر عودتها بلهفة ..أنا وبخور العود ومجلسها …لم تعد …رحلت .. قبل أن نبارك لها برمضان والعيد ..ورحلت معها جميع الطقوس الرحمانية العذبة، افتقدت تقبيل ذاك الجبين الوضاء ، ونظرات الرضا في عينيها ، ويدها الحانية تمسح بها على رأسي، وتلك السكينة التي كنت أنعم بها ،فبت أتنفس عبق أنفاسها الطاهرة في زوايا المنزل ،وأستحضر صوتها العذب حين يناديني ،فأردد وحدي ..يمه ..يمه .. علني أعيد ولو للحظة بعض الطقوس المقدسة التي غيبها الموت عني .

هذه هي الحياة إما اجتماع مع من نحبهم أو فراق دائم ، ليس لنا إلا الرضا والتسليم ، اللهم لاراد لقضائك فنحن مؤمنون موحدون ،ولكن فراق الأحبة المتربعون على عرش قلوبنا أقوى من أن نستوعبه ، وأبلغ من أن نجد له تفسيرًا أو تعليلًا ، فتأتي تلك الحالة من الاستسلام والتي تحلق بمشاعرنا في دائرة من وجع الاشتياق لهم ونور الإيمان الذي يلازمه الرضا .

كتبت في تاريخ (الثلاثاء 29 /9/ 2009 )
فاطمة البكيلي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أحسن الله عزاءكم وعظم أجركم ورحم موتاكم وموتى المسلمين ..

    أهلا وسهلا بعودتك ..

    وكل عام وانت بخير .

  2. أحسن الله عزاءكم وعظم أجركم ورحم موتاكم وموتى المسلمين ..

    أهلا وسهلا بعودتك ..

    وكل عام وانت بخير .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى