هاهو شهر رمضان المبارك؛ مدرسة التقوى العظيمة ، الدورة الإيمانية السنوية لأبناء هذه الأمة، والذي انصرمت أيامه الجميلة، وولت لياليه النفيسة، بعد أن عشنا فيه فترة روحية منعشة ، تلذذت به القلوب، وانتعشت به الجوارح.
تربينا ـ ولمدة شهر كامل ـ على فعل الخيرات، وأداء العبادات.
حرصنا في هذا الشهر؛ على كف الجوارح عن المحرمات، والابتعاد عن المعاصي والمفسدات.
كان رمضان دورة تنموية في التغيير الذاتي، ومحطة تطويرية لاكتساب وتحسين المهارات الشخصية.
ساعدنا رمضان على تغيير العادات السيئة ، والتخلص من السلوكيات السلبية، كشرب الدخان.
اكتسبنا في رمضان مهارة تنظيم الوقت ، ومهارات الصبر والتسامح والتعاون والإيثار.
أفادنا رمضان في تنشيط التكافل الاجتماعي،وفي إشاعة روح المحبة بين الفرد والجماعة.
كان بيننا الفائز؛ الذي خرج منه بحسنات عظيمة، وفوائد كبيرة .
كان معنا الغانم؛ الذي سيستمر في الأذكار، وقراءة القرآن ،والصلاة ،وصيام النوافل، وقيام الليل.
وكذلك الناجح ؛ الذي يعلم أن الأفعال الصالحة؛ ليست حكراً على رمضان.
وأما الرابح من رمضان ؛ فهو الذي يشعر بلذة الطاعة ، وحلاوة الإيمان بعد رمضان، …. فتهنئة قلبية لكل فائز وغانم وناجح ورابح.
بعد رمضان سيظهر لنا ذلك الخاسر؛ الذي يهمل العبادات، ويفعل المنكرات، ويرتكب المحرمات.
الخاسر ؛ الذي سيتهاون في الصلاة، وقراءة القرآن، الذي سيترك الأدعية، ولا يلتفت إلى صيام التطوع.
الخاسر المحروم ؛ ذلك الذي سيعود إلى الغفلة والضياع والشقاء…. ، الحالة مؤلمة، والنتيجة مؤسفة، وعسى الله أن يتوب على الجميع.
انتهى السباق، وتوقف التنافس، انتهت الفرصة الكبيرة، وتوقفت المنحة العظيمة، كانت الهمّة والمنافسة والفائدة متفاوتة ، النتيجة سوف تكون مختلفة، هناك فرق في عدد الدرجات، وفي كم الحسنات ؛ لأن هناك فرق كبير بين حريص نشيط منطلق ، وبين مهمل كسول خامل.
هل يا ترى سنعيش إلى شهر رمضان القادم ،حتى نصلح أنفسنا للأفضل، أم إن الأجل قد ينتهي بنا قبل ذلك !!!
نسأل الله أن يتقبل منا رمضان، وأن نكون فيه من الفائزين، الغانمين ،الناجحين، الرابحين.