المحليةالمقالات

المِشّعَال

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]… المِشّعَال …[/COLOR][/ALIGN] [COLOR=blue]محاولة للربط بين الماضي والحاضر . وتذكير الجيل الحالي بما كانت عليه الأجيال السابقة من الأفعال والأقوال وشجاعة الرجال …[/COLOR] [IMG]http://www.balhakm.net/file/file/mshaal.jpg[/IMG]

المشعال : بكسر الميم وتشديد حرف الشين وفتح العين . عادة قديمة تختص بإعلان عيد رمضان تستخدم قديماً للتواصل والبلاغ بين القرى والمناطق المتباعدة لإعلان العيد قبل انتشار وسائل الاتصال الإذاعية والتلفزيونية والهاتفية وغيرها , ولازالت قائمة يحييها بعض أبناء المنطقة والمناطق المجاورة من عام إلى آخر( إحياءً للتراث ) .

والمشعال عبارة عن إشعال النار على إحدى المناطق المرتفعة من الجبال والتلال أو المناطق المنبسطة المكشوفة التي يمكن رؤية النار فيها من بعيد , لذلك من المرجّح أن اسم المشعال مشتق من عملية الإشعال أو اشتعال النار .

تبدأ عملية إعداد المشعال أولاً باختيار المنطقة الملائمة على ( جبل او تلّ ) يكون مطلاً على قريةٍ أخرى أو على حدود قبلية ليشاهدها الآخرون ممن ليس لديهم علم بنهاية شهر رمضان ودخول العيد أو عدم رؤية هلال شهر شوال , بعد اختيار موقع المشعال تبدأ عملية تجميع ( الحـَطـَب ) من بداية رمضان أو قبله أحياناً لكي يتم تجميع أكبر كميّة ممكنة من الأخشاب ( حالياً يستخدم البعض شجر العرفج أو العجلات المطاطية للسيارات ) لغرض إشعال نار ضخمة يمكن رؤيتها من القرى والمناطق المجاورة أو أبعد منطقة ممكنة .

وبمجرد شهادة الشهود الموثوق فيهم برؤية هلال شهر شوال يجتمع ابناء القرية الواحدة حاملين معهم مايتوفر لديهم من أسلحة وذخائر ( سابقاً تستخدم بنادق البارود ) ويعقدون ( العرضة ) أو ( المعراض ) يتقدمهم أحد شعراء القرية أو القبيلة ويقول قصيدته ثم تبدأ المسيرة في الإتجاه إلى موقع المشعال مرددة قصيدة الشاعر , عند الوصول يكلّف إثنين أو ثلاثة أشخاص أو أكثر بوضع الشعلة أسفل المشعال الذي غالباً ما يكون وضع الحطب فيه على شكل مثلث هَرَمي قاعدته في الأسفل , أو يبنى بطريقة فنية تسمح للنار بالإنتقال بين الأخشاب بأقصى اشتعال دون إنقطاع , وكلما كان بناء المشعال ( وضع الحطب بطريقة أفضل ) كلما زادت ناره وطالت مدة إشتعاله , يستمر ابناء القرية أو القبيلة في عرضتهم حول مشعالهم , مستمعين إلى قصائد شعرائهم , متبادلين بينهم التهاني والتبريكات , تتردد بين كل لحظة وأخرى الطلقات من بنادقهم عكس تجاه الريح أو بين الجبال المرتفعة لكي يصل صدى الصوت إلى البعيد , ثم بعد قرابة الساعتين أو الثلاث حسب مدة اشتعال النار في المشعال تعود مسيرة القوم كما ذهبت في ( عرضة ) تردد قصائد الشعراء ترافقهم الفرحة والبركة بصيام هذا الشهر العظيم ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبيـّنات من الهدى والفرقان ) .

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد .

[ALIGN=LEFT][COLOR=green]عطية الخلف[/COLOR] [COLOR=green]كاتب بصحيفة مكة الإلكترونية[/COLOR][/ALIGN]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. موروث جميل والاجمل ان يوثق في هذا العدد وبهذه المناسبة
    اشكرك يافاضل

  2. موروث جميل والاجمل ان يوثق في هذا العدد وبهذه المناسبة
    اشكرك يافاضل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى