المشعال : بكسر الميم وتشديد حرف الشين وفتح العين . عادة قديمة تختص بإعلان عيد رمضان تستخدم قديماً للتواصل والبلاغ بين القرى والمناطق المتباعدة لإعلان العيد قبل انتشار وسائل الاتصال الإذاعية والتلفزيونية والهاتفية وغيرها , ولازالت قائمة يحييها بعض أبناء المنطقة والمناطق المجاورة من عام إلى آخر( إحياءً للتراث ) .
والمشعال عبارة عن إشعال النار على إحدى المناطق المرتفعة من الجبال والتلال أو المناطق المنبسطة المكشوفة التي يمكن رؤية النار فيها من بعيد , لذلك من المرجّح أن اسم المشعال مشتق من عملية الإشعال أو اشتعال النار .
تبدأ عملية إعداد المشعال أولاً باختيار المنطقة الملائمة على ( جبل او تلّ ) يكون مطلاً على قريةٍ أخرى أو على حدود قبلية ليشاهدها الآخرون ممن ليس لديهم علم بنهاية شهر رمضان ودخول العيد أو عدم رؤية هلال شهر شوال , بعد اختيار موقع المشعال تبدأ عملية تجميع ( الحـَطـَب ) من بداية رمضان أو قبله أحياناً لكي يتم تجميع أكبر كميّة ممكنة من الأخشاب ( حالياً يستخدم البعض شجر العرفج أو العجلات المطاطية للسيارات ) لغرض إشعال نار ضخمة يمكن رؤيتها من القرى والمناطق المجاورة أو أبعد منطقة ممكنة .
وبمجرد شهادة الشهود الموثوق فيهم برؤية هلال شهر شوال يجتمع ابناء القرية الواحدة حاملين معهم مايتوفر لديهم من أسلحة وذخائر ( سابقاً تستخدم بنادق البارود ) ويعقدون ( العرضة ) أو ( المعراض ) يتقدمهم أحد شعراء القرية أو القبيلة ويقول قصيدته ثم تبدأ المسيرة في الإتجاه إلى موقع المشعال مرددة قصيدة الشاعر , عند الوصول يكلّف إثنين أو ثلاثة أشخاص أو أكثر بوضع الشعلة أسفل المشعال الذي غالباً ما يكون وضع الحطب فيه على شكل مثلث هَرَمي قاعدته في الأسفل , أو يبنى بطريقة فنية تسمح للنار بالإنتقال بين الأخشاب بأقصى اشتعال دون إنقطاع , وكلما كان بناء المشعال ( وضع الحطب بطريقة أفضل ) كلما زادت ناره وطالت مدة إشتعاله , يستمر ابناء القرية أو القبيلة في عرضتهم حول مشعالهم , مستمعين إلى قصائد شعرائهم , متبادلين بينهم التهاني والتبريكات , تتردد بين كل لحظة وأخرى الطلقات من بنادقهم عكس تجاه الريح أو بين الجبال المرتفعة لكي يصل صدى الصوت إلى البعيد , ثم بعد قرابة الساعتين أو الثلاث حسب مدة اشتعال النار في المشعال تعود مسيرة القوم كما ذهبت في ( عرضة ) تردد قصائد الشعراء ترافقهم الفرحة والبركة بصيام هذا الشهر العظيم ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبيـّنات من الهدى والفرقان ) .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد .
[ALIGN=LEFT][COLOR=green]عطية الخلف[/COLOR] [COLOR=green]كاتب بصحيفة مكة الإلكترونية[/COLOR][/ALIGN]
موروث جميل والاجمل ان يوثق في هذا العدد وبهذه المناسبة
اشكرك يافاضل
موروث جميل والاجمل ان يوثق في هذا العدد وبهذه المناسبة
اشكرك يافاضل