نعم لا تزال صغيرة في سن الـ ( 80 ) .!.. فالثمانين بل المائة سنة في عرف الدول لا تكاد تذكر ويحق أن يقال أنها لا تزال في بداية ربيع العمر ..
بين عيدين عيد الفطر وعيد الأضحى تأتي مناسبة غالية , ففي هذه الأيام وبعد أن احتفل المسلمون بصيام رمضان وحلول عيد الفطر فإن مظاهرالفرحة تعم جميع أبناء هذا الوطن الغالي بمناسبة أخرى وهي مناسبة الذكرى الثمانين لتوحيد المملكة العربية السعودية التي ستحل بعد أيام قلائل ..
إن من يقرأ التاريخ القريب في الجزيرة العربية وما يتناقله الناس عن معاناة آبائهم وما يقاسونه من ضنك عيش وإنعدام الأمن قبل أن يقيض الله لهذه الجزيرة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود ليحس بالسعادة البالغة حين يرى التطور في جميع نواحي الحياة ويرى ما تنعم به البلاد حالياً ..
عبدالعزيز ذلك الرجل الطموح صاحب الهمة العالية الذي كان شعاره الإصرار عدم اليأس لتحقيق أعلى المراتب .. عبدالعزيز الذي صحح قول الشاعر الى :
نبني كما كانت أوائلنا ** تبني ونفعل فوق ما فعلوا ( بدلا عن مثلما فعلوا )
عبدالعزيز الذي قال فيه الشاعر :
ذاك الإمام الذي كادت عزائمه ** تسمو به فوق هام النسر والقطب
عبد العزيز الذي ذلت لسطوته ** شوس الجبابر من عجم ومن عرب
بعد أن وحد أطراف الوطن سارع الملك عبدالعزيز رحمه الله إلى توحيد القلوب فبعد إن كانت متنافرة متقاتلة يغزو بعضهم بعضا ويسلب كل منهم الآخر أصبح الجميع إخوة متحابين متكاتفين يسعى كل منهم لحماية الآخر ويعمل كل منهم لراحة الآخر .. أصبح التفكير في الوطن كاملا دون نظرات مناطقية وقبائلية ضيقة , وكانت الأمثلة واضحة أثناء حرب تحرير الكويت ثم ظهرت أكثر في حماية الحد الجنوبي ضد المعتدين الحوثيين حيث كان الشهداء رحمهم الله تعالى من مختلف أنحاء الوطن وليسوا من المنطقة الجنوبية فقط ..
وخلال الثمانين عاماً التي مرت لاحظ الجميع الفرق الكبير بين كل سنة وأخرى من حيث التطور ولتقدم في جميع مناحي الحياة وفي المشروعات الكبيرة في كل مكان وفي جميع أنحاء البلاد المترامية الأطراف , فهناك الشركات الكبرى والمدن الصناعية التي تزخر بالمصانع المختلفة ..
بعد الفقر والشتات أصبحت المملكة في منظومة العشرين الإقتصادية الكبرى والتي يعول عليها العالم بأجمعه في توجيه الإقتصاد العالمي إلى المسار الصحيح ..
بعد إن كانت النظرة إلى الجزيرة العربية في العالم نظرة دونية بسبب تقاتلها وإنعدام الأمن فيها هاهي السعودية تمثل ثقلاً سياسيا كبيرا في المنطقة وفي العالم ..
لن يستطيع أي كاتب أن يلم وأن يسطر كل إنجازات الوطن ,ولن يكون لي أو لغيري إلا الإشارة إلى بعض هذه المنجزات , والمشاركة بكلمة ولو صغيرة في التعبير عن حب الوطن والسعادة بتوحيده على يد لها الفضل بعد الله في لم الشمل ..
نعم وطني يحق لنا أن نحتفل بذكرى توحيد أطرافك ونترحم على من قام بهذا التوحيد , ويحق لك علينا أن نجود دونك بالنفس والأهل والمال ..
وطني يسعدني التعبير عن حبي لك , وترديد قول الشاعر :
وللأوطان في دم كل حر ** يد سلفت ودين مستحق
وقوله :
نسأل الله أن يديم على وطننا الغالي أمنه وأمانه في ظل نسل البطل الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله تعالى ..
والحمد لله رب العالمين .
جميل ما كتبت .. ويتسحق وطننا الغالي أن نحتفي به ..
جميل ما كتبت .. ويتسحق وطننا الغالي أن نحتفي به ..