المقالات

الفصحى تزيد الإيمان

وجدت مقولة جميلة لنجم الدين الطوفي يقول فيها: (التحدث باللغة العربية يزيد الإيمان) ومن حبي للغة العربية التي منّ الله عليّ بالحديث بها منذ أكثر من 11 عاماً ولله الحمد، قمت بإرسال هذه المقولة الجميلة إلى مجموعة من الأصدقاء في (الواتساب) فجاءتني تعليقات ساخرة جداً! وهذا لم يؤلمني لأنني أعرف الواقع وأعي أن الكثير لا يحبذ الحديث بهذه اللغة المميزة والغنية بالمفردات الرائعة، ولأنني أيضاً أعرف أن للغة العربية روادها من ذوي الذوق العالي، والفن الرفيع، فهي لا تندثر حتماً لأنها لغة القرآن الكريم الذي تعهد الله بحفظه إلى قيام الساعة. وأنا هنا لا أدافع عن هذه المقولة الرائعة، ولكني أقول إن هنالك الكثير من الأدلة التي تبين صدق هذه المقولة، وتعزز من قوة تأثيرها في أذن كل سامع. اللغة العربية نعم (تزيد الإيمان)، فأنت كيف تصلي إذا لم تعرف القرآن؟ وإن أردت أن تعرف القرآن وتتلوه فإنك ستحتاج إليها لأنها لغته التي نزل بها، حيث قال الله عن القرآن الكريم (إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون). وإذا أردت أن تعرف أمور دينك من إيمان وفقه ومعاملات حياة فإنك ستحتاج إلى اللغة العربية لكي تستوعب ما في تلك الكتب من معانٍ وتفهم ما فيها من توجيهات وأحكام. وكفى باللغة العربية فخراً أن اختارها الله لتكون لغة كتابه المبين ومدحها في القرآن الكريم بعدة آيات تبين مدى فضلها، ومضى بنا عبرها في رحلة قرآنية جميلة التصوير وفائقة الإبداع. وكانت اللغة العربية هي لغة الناس حتى جاءت أزمنة الضعف واستولى الاستعمار على أغلب أقطار العالم العربي والإسلامي فجاء بلغاته وجعلها هي الأساس لأنه يعرف أن اللغة إذا ضعفت يضعف معها كل شيء، وتبقى الساحة مهيأة لكل فكر آخر. واليوم تواجه اللغة العربية منحى غريباً، فأصبح كل من يتحدث بها مَثاراً للتندر والسخرية، وهذا بلا شك مؤشر يعبر عن ضعف تلك العقول وهشاشة هويتها العربية والإسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى