عبدالرحمن الأحمدي

أيَّتُها الأُنثى!! متى ستُبصِرين؟

أزيلي عن عينيك غِشاوةَ النَّظر .. وادفعي عن مسامعك مثاقيل الصَّوت .. وارفعي عنك تخاريف الوهم .. وتجاعيد الوهن .. وتناسي الهمساتِ الطَّائفَّةَ..!! وانبذي الآهاتِ التَّعيسةَ .. وتجاهلي النبراتِ العابرةَ .. وامسحي آثارَ آلام الظَّنِّ المنبوذ من ملامح وجهك المسفرِ الوضَّاء .. تُشرق شمسُك .. ويَطيب لك رحيبُ يومك .. ويصفو زمانُك .. وتجاوزي الأسوارَ العاليةَ .. وتلك الأبواب الموصدة وتكاليفها .. والممرات الضَّيِّقة وهمومها .. وتخطَّي المساحاتِ الَّتي يكتنفها الغموض .. وتكتسيها الأوهام العنيدة .. ومُدِّي بصرك إلى أقصى مدى الوقت .. وأَبعدَ حدود المسافة .. فلا الحدود تمنعه .. ولا الجسوَ تلزمه .. ولا الموانع تُعيقه .. فالفهم البسيط قاصر .. والنَّظر القريب حاسر .. والمسمع الوجل قاهر .. والحسُّ السَّاذج حائل .. ولكنَّ النَّفس الجميلة تزهو وترنو للجمال.. والنَّفس الزَّكيَّة تبقى وترقى للكمال .. فمداركها كبيرة .. وأنفاسها حالِمة .. وأملها زاهر .. والنَّقاء والبهاء على آفاقها مرتسم .. والفجر المشتاق الباهي لها مبتسم ..
آهٍ كم عُذِّبت النَّفس بالأنفاس المثقلة .. والعبارات الطَّائشة .. والمشاعر الجارحة .. اقتربي بفكرك وقلبك.. ممَّن جعلك أمينة لهواه .. مسؤولة لمبتغاه .. أمنية لمرتجاه .. سلوى لفؤاده .. ومسرة لخاطره .. أبعدي وَضِيع الظَّنِّ .. فاللظَّنُّ مقابضُ من عذاب وألم .. فمبتداه أسى وقساوة .. ووسطه نكد و شقى .. ومنتهاه تعاسة وندامة .. وللحبِّ عمل عجيب .. وفعل أكيد .. يُذيب التَّعب والكدر .. ويجلب البشر والسُرور .. ويجعل السَّعادة دائمة الحضور .. وتنبَّهي فالطَّريق شائك .. والأضواء خافتة .. والوجوه غير آمنة .. والأصوات مهزوزة .. والأنفاس حائرة .. والقلوب غير مطمئنة .. والحِمل يكبر ويكبر .. ولكن علَّ كل ذلك خيرًا .. فأَمر الصَّبر في مجمله حسن .. فلا بد من يوم للهمِّ ويرحل .. ولابد من نهار للحزن ويرحل.
لشراكة الحياة بين طرفين وبرباط صادق ومقدس شؤون متغايرة (وصال ودلال ورضا وخصام) مابين سعادة لحظات هنا .. وعتاب لحظات هناك.. وهجر لحظات أخرى .. وكلُّها من حلو الحياة ومرها .. وهي الحياة هكذا.. من سنين مضت..وسنين تأتي..شئنا أم أبينا.. امتتعنا أم رضينا..بمعنى لابد من تلك الأحوال الحياتية المترادفة والمتعاقبة .. حتى تمضيَ ساعاتُ الزَّمن وسط مجمل هذه الصُّور المتلاحقة و المتراسلة..فهل ستُبصِرين!!؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى