عبدالله منور الجميلي

 الـقَـبِـيْـلَــة المُـفْـتَـرَى عليها! 

قبل أيام  نشرت بعض وسائل الإعلامية خبراً عن حادثة مشاجرة بين طائفة من طلاب إحدى المدارس الثانويّـة في (محافظة تَـثْـلِـيْــث)، نًـتَـجَ عنها تَـهَـشّـم سيارات، وقبلها بعض الإصابات التي أدخلت أحد الطلاب (وحدة العناية المركزة)!!
أما سبب تلك المشاجرة؛ فبحسب بعض الصّــحف يعود لخلافات قَـبَـلِـيّــة، تكررت معها تلك الأحداث خلال السنوات الماضية!!
وهنا التقدير كله والاحترام لجميع القبائل والأسَــر في مملكتنا الغالية، التي تجمعها سِـمَــات الأصالة ونُـبــل الأخلاق، ومساهمة أبنائها في بناء هذا الوطن الذي عنوانه وِحْـدة الصّــف والكلمة.
ولكن الملاحظ خلال السنوات القليلة الماضية أنّ هناك محاولة لاستخدام سلاح (العُـنْـصرية الـقَـبَـلِـيّــة) من أجل تمزيق نَـسِـيْــج مجتمعنا المترابط على اختلاف أطيافه، أسوة باللعب على أوراق (المناطقية والطائفية) للغَـرض نفسه!!
تلك المحاولات جاءت أحياناً من قنوات فضائية سعت إلى الترويج عن نفسها، والبحث عن المكاسب المالية الكبيرة والسريعة بالعَــزف على وَتَــر (الـقَـبِـيْـلَـة)، ورفع رايات مايُسمى بـ (الهِــيَــاط) القائم على (أنا، ونحنُ)!
أيضاً بعض مسابقات الشعر النبطي، وما يُـعـرف بـ (مزاين الإبل) التي تقام منافساتها على أسَـاس (قَـبَـلِـي)؛ كان لها دورها المؤثّـر في اجترار الماضي، وتحريك رَمَـادٍ قد يكون فيه شيءٌ مِـن تَـعَـصّــب؛ بحثاً عن تصويت ودراهم أبناء القبائل لاسيما الشباب منهم!
تلك الممارسات عَـمِـلَـت على تشويه (الصورة الـنّـقِـيّــة للقَـبِـيْـلَـة)؛ بما فيها من مورث تاريخي مُـشَـرّف، وعادات وأعراف جميلة، وكذا ما يُـميزها من ترابط يجمع أفرادها.
لذا ولحاجتنا اليوم أكثر من أيّ وقت مضى للُّحْـمَـة الوطنية، ولأنّ مِـن الـمُـسَـلّـمَــات بأن (القَـبِـيْـلَـة) مُـكَــوِّنٌ مهم وإيجابي في مجتمعنا فقد حان الوقت للوقوف في وجه كلّ مَـن يَـسْـعَـى لِـتحويله لعَـامِــل سلبي؛ وهذا لن يتأتى إلا بتجريم (الـعنصرية القَـبَـلِـيّـة) ومعاقبة مَـن يرفع شعارها،  وكذلك تجفيف المنابع التي تُـغَـذِّيها!
وفي هذا الإطار لاشك لشيوخ القبائل الأعزاء دور رئيس (هُـم أهْـلٌ له) وهو زرع روح المواطنة في نفوس أبناء قبائلهم؛ لتكون سلوكاً يحكم تصرفاتهم؛ فهل نتحرك لحماية مجتمعنا، وتلك الـقَـبِـيْـلَــة المُـفْـتَـرَى عليها ؟!

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. صدقت ورب الكعبة هي محاولة لزرع الفرقة بين أفراد المجتمع
    وأظن أن مما ساهم في ذلك معرفة الكل بأن من واجب القبيلة أن تقف بجوار القاتل مثلا وتدفع عنه الدية المطلوبة ولو كانت بالملايين
    مما جعل الشباب خاصة لا يفكرون كثيرا في ضبط تصرفاتهم
    والواجب على العقلاء في كل القبائل العمل على درء عذه الفتنة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى