منطق الطير: “إن الإنسان لا يفكّر حتى فيما بينه وبين نفسه، إلا في أثواب من اللغة”. عبد العظيم ديب.
هل باتت اللغة العربية حقًا في أزمة؟!، وهل هذا الخوف المتعاظم من بداية تلاشي حضورها في المشهد اليومي العربي بات مبررًا؟! سواء كان ذلك الحضور سليمًا من خلال لغة فصيحة بسيطة، أو حتى حضورًا مشوهًا من خلال لغة متداولة عامية “ركيكة”؛ إذ إن اللغة كما عرّفها ابن جني: (أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم)، تتجاوز وظائفها “البرغماتية” المختلفة، من مجرد لغة تواصل وتفاعل؛ تخيليًا أو رمزيًا، إلى كونها الوعاء الحضاري بواجهته “الفكرية/ المادية” للأمم والمجتمعات. لكن: هل خوف العربي على لغته ينطلق من وعيٍ يتجاوز قلق الحضور إلى أرق الفاعلية؟! أم أنه مجرد هاجس الغياب الشكلاني؟! غياب الرسم والإيقاع، وبهجة الزهو القومي!، إذ إن ذات العربي لم يستيقظ حين انحسر استعمال اللغة في النظم والسرد! وتراجع عن مواكبة الدرس والبحث، سواء كان ذلك في العلوم الإنسانية أو المادية المختلفة، والمتأتي عن عطالة التفكير، وتراجع مستوى الحرية، التفكير كتعبير عن حركية وديمومة المجتمعات، والحرية كفضاء لنماء الأفكار الخلاقة والمتوهجة. إن مسألة اللغة إذًا تتجاوز رغبة الحضور، إلى ما هو أهم؛ إرادة الفاعلية في مستوياتها المختلفة، أتعلقت تلك الفاعلية بالإسهام في حركة التنوير العام، أو الرقي بإنسانية الإنسان، أو التشابك المنتج مع مختلف الحضارات، من خلال الإسهام في صيرورة البناء المعرفي والفلسفي والعلمي؛ ودون ذلك، فإن اللغة بالاصطلاح الدارج “لغةٌ ميتة”، مهما أجهدنا أنفسنا في التنبؤ بمستقبل تداولها، واتساع رقعتها الجغرافية، أو إحصاء عدد متحدثيها، أو التزايد المطرد في استعمالاتها، أو المنتسبين الراغبين في تعلمها. إن محبي اللغة العربية لا يمكن لهم أن يتواروا خلف التغني بأمجاد لغتنا، وتاريخها العتيد، ويكتفوا بقرض القصيد وتطريز الديباجات، والتباكي والتشاكي! إذ أمامهم ما هو أهم بكثير؛ التفكير الجدي في إيقاظ جذوة اللغة، من خلال الانخراط في حركة الإحياء العلمي والفلسفي، والتشاركية المنتجة لا لمواجهة لغة ما، إذْ إن الصراع تعدّى صراع الحضارات والثقافات وتصادم اللغات، إلى ما هو أشمل؛ صراع الفكرة والصورة، الصورة لا كتعبير إيحائي عن فكرة ما، وإنما كتوجه لـ”سندوشة” التفكير الإنساني، في عصر يوسم بأنه عصر “الإنستغر-ام”..
خبر الهدهد: بلوك.
فعلا انا نواجه مشكلة بداية اختفاء اللغه العربيه ومع ذالك لانجد من المسئولين او الادباء خطوات عمليه لحماية لغتنا بالرغم انها اعظم اللغات. شكرا لجهدك استاذ عبد الحق هقي