االله سبحانه وتعالى يحبنا وقد صرح لنا بذلك حينما قال ( يحبهم ويحبونه ) ومن حبه لنا سبحانه انه يرحم ضعفنا ويلطف بنا ، ويحمينا من كل شر ، إذ نجد الشرور تدور حولنا فيحمينا منها ، ونرى الصعوبات بأم أعيننا فيزيلها عنا ، ونشاهد الخطر فيحفظنا منه ، ونرى العدو فيعميه الله عنا ، وهكذا يستمر الله في حفظه لنا منذ طفولتنا حتى آخر رمق في حياتنا . ومن حبه لنا سبحانه أرسل لنا خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ليكون منقذا لنا من الضلال ، وليخرجنا من الظلمات إلى النور ، وقد قال سبحانه في محكم التنزيل ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ) . ومن رحمته بنا سبحانه انه لا يكلفنا فوق وسعنا حيث قال ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) فالتكليف الرباني رحمة لنا لأنه يتوافق مع قدراتنا الإنسانية ومجهودنا البشري . ومن عنايته بنا ينادينا إذا قصرنا ، ويفتح لنا أبوابه دائما وأبدا ويقول لنا سبحانه ( يا أبن ادم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم رجوتني لغفرت لك ولا أبالي ) فهمها كان تقصيرنا فإنه لا يساوي شيء أمام كرم الله وفضله وقد قال سبحانه مؤكدا هذا المعنى ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم ) فأي كرم بعد هذا . والله سبحانه دائم النداء لنا لكي نعود إليه بفقرنا وذلنا وحبنا ، فيقول سبحانه ( وإذا سالك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) ومن لطفه بنا سبحانه يأمرنا أن نفر إليه بتقصيرنا ليغفره لنا حيث قال ( ففروا إلى الله ) نفر إليه بتقصيرنا وذنوبنا لأنه سبحانه يعلم حقيقة ضعفنا وهو ارحم بنا منا ، ورحمته سبقت غضبه كما اخبرنا بذلك ( سبقت رحمتي غضبي ) . ومن كمال محبته ورحمته بنا انه انزل لنا في هذه الحياة الدنيا رحمة واحدة وأبقى لنا تسع وتسعون رحمة سنجدها في انتظارنا يوم القيامة فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول) جعل الله الرحمة في مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً، وأنزل في الأرض جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه ) رواه البخاري. ونواصل الحديث في المقال القادم . تجليات : يا من يرى ما في الضمير ويسمع أنت المعدُّ لكل ما يتوقع يا من يرجى للشدائد كلها يا من إليه المشتكى والمفزع يا من خزائن رزقه في قول كن امنن فإن الخير عندك أجمع مالي سوى فقري إليك وسيلةٌ فبالإفتقار إليك افزع الأصمعي .
0