مرت الأيام العربية عصيبة وعصية على الحل، وبرزت قضية فلسطين كأكبر معضلة دولية، وتنافس العرب في محاولة الوصول إلى حل يرضي الكرامة العربية، ولكن الكرامة لازالت في الوحل تنتظر من ينتشلهـا. وفي ركام المحن والفتن والتغول العالمي الدولي واغتيال السياسة والدبلوماسية العربية تطفو على السطح فقاعات إعلامية تشغل المواطن العربي المثقل بآلام التهجير والقتل واغتصاب حقوقه وأرضه وعرضه. وفي ظل فشل الدبلوماسية العربية في المحافل الدولية، وتلاعب الشرق والغرب بهـا وبين هذا وذاك الألم والانكسار العربي يتم إبراز تلك الفقاعات إعلاميًّا في قضية كروية غاية في الغرابة كإحدى تلك القضايا الهامشية أشبه بتنفيس عن هزيمة عربية لاتخفى على بائع خبز في قرية عربية. ومن تلك القضايا ما شغل به العالم العربي لأيام خلت من تراشق إعلامي فلسطيني سعودي حول لعب كرة القدم على أرض فلسطين، بل في دولة فلسطين ـ كان هناك إصرار فلسطيني على موقف غريب، وعدم استعداد سعودي للانصياع لموقف مخجل غرضه التطبيع مع دولة صهيونية حسب قولهم ؟! أما المواطن العربي الحر؛ فإنه يرى إنه من الغباء والسخف أن ننشغل بهذه القضية الهامشية في ظل الاستخفاف العالمي بقضايانا العربية الكبيرة ومع استهتار اليهود بالدم الفلسطيني والمبالغة في سفكه بدم بارد، والتمادي في محاولات تهويد القدس؛ فهل من اللائق أن ننشغل بقضية كروية صورت كموقف تطبيع مع إن الدول العربية في غالب أحوالهـا لم تقطع علاقاتهـا بشكل كامل مع العدو الصهيوني، بل في حالة تطبيع كامل مع الصهاينة سرًا وجهرًا رغم الحصار والتهويد، وعدم الانصياع لأي مبادرات سلم طرحهـا العرب في مفاوضاتهم الأخيرة؛ فهل كان مقصودًا أن يشغل العرب عما يفعله الصهاينة هذه الأيام في القدس من فرض طابع يهودي على القدس وتفريغهـا من العرب والتوسع الاستيطاني، ومحاولات هدم الأقصى وغير ذلك من إجراءات كثيرة واستفزازات لأهلنا في فلسطين؟! وفي ظل هذا الغباء والحمق والغفلة العربية تتعالى صيحات وتغريدات بأننا لن ندخل فلسطين إلا كمحررين، ورغم كونه حلمًا عربيًا جميلًا إلا إنه لا يعدو كونه وهمـًا في ظل واقع عربي هزيل وكئيب من الانقسام والتقسيم والتنازع والتشرذم والخيانة التي أصبحت طابعًا وعارًا عربيًا لايمكن محوه بانسحاب منتخب.
2
صح لسانك وسلم بنانك
ما شاء الله رائع ، زادك الله من فضله أخي الحبيب