بعد تصريح وزير الدفاع الأمريكي الأخير عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من روسيا ، وما قاله صراحة بأن روسيا أخطر علی أمريكا والنظام العالمي من تنظيم داعش ، وأن امريكا وضعت خططا عسكرية للرد علی أي عدوان روسي جوا أو بحر أو إلكترونيا ، وقوله أيضا بأن روسيا تصب البنزين علی النار في سوريا وأنها أفسدت نظام الاستقرار العالمي .. بعد كل هذه المصارحات والنقاط المشار إليها في تصريح آشتون كارتر ، قد يتحول الصراع المحدد في سوريا إلی صراع شامل في الشرق الأوسط ، صراع قوتين عظميين في مسرح العمليات المقام حاليا في سوريا .. روسيا شعرت بالقوة والغطرسة وساعد علی ذلك تراجع وتراخي الدور الأمريكي في المنطقة بسبب ضعف اوباما وتردده في اتخاذ وتنفيذ القرارات الحاسمة التي كان يفترص اتخاذها كقرار الحرب المتعلق بثبوت استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية ثم العدول عنه ، وكذلك عدم تفعيل القرار الأممي 2216 المتعلق باليمن ، بالإضافة إلی رخاوته لموضوع الإتفاق مع إيران بخصوص الملف النووي ، كل هذه المواقف المتخاذلة جعلت روسيا تستغلها وتقوم بالتحرك لملء الفراغ الذي أحدثه اوباما في الشرق الأوسط ، وبعد أن ادرك البرلمان الأمريكي أن أمريكا بدأت في الانحدار بعد السيطرة الروسية تم الإيعاز إلی وزير الدفاع بمحاولة إصلاح ما أفسده أوباما فكانت تلك التصريحات التي تحاول أن تعيد للأمريكيين دورهم الحقيقي كقوة عظمی رائدة قبل أن تسحب روسيا البساط من تحت أقدامهم ..
الخوف المقبل هو السيناريو المخيف الذي قد يضع الأسدين الشرسين وجها لوجه ضد بعض ، وعند ذلك سيكون الشرق الأوسط بأكمله مسرحا للعمليات الأمريكية الروسية ، وهذا مالا نتمناه بالرغم من أن ذلك هو مايلوح في الأفق حاليا .