حمد الكنتي

نعمة المرض ..!

أتذكر أنني قبل سنوات كتبت مقالا بعنوان ( لا تتمارضوا ) تحدثت فيه عن من يتظاهر بالمرض وهو ليس كذلك . واليوم خطر ببالي أن أتحدث عن المرض برؤية جديدة ربما لا ينظر من خلالها الكثير إلى المرض عندما يصيبهم . أتذكر عندما كنت صغيرا كان أبي ( رحمه الله ) يردد كثيرا على مسامعي هذه الجملة ( لا بارك الله في جسد لم يمرض ) وحينها كنت أتساءل في نفسي هل يمكن أن يكون المرض مفيدا للإنسان ؟ واليوم وأنا أقارب الثلاثين عاما وجدت أن في المرض الكثير من الفوائد والنعم التي لو نظرنا إليها لخففت عنا الكثير من الألم . فمن فوائد المرض انك تشعر بضعفك ، لأن الإنسان عندما يكون صحيحا قد يغتر بصحته ويظن انه لن يسقط أبدا . ومن أكبر فوائد المرض انه يقربك من الله فلا ترى مريضا – في الغالب – يرتكب الآثام ، أو يؤذي الآخرين ، بل ستجده حملا وديعا ، وإنسانا مسالما لا يضر أحد . والايجابية في المرض انه يجدد الجسد ، فغالبا الشخص الذي يمرض تتجدد خلاياه كما يقول الأطباء ، ويتطهر من الذنوب ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي المصاب بالحمى ( طهور ) فالمرض طُهر وشفاء ، ولو تلاحظ ستجد انك بعد المرض غالبا تكون نشيطا ، ومتجدد . ومن الجميل في المرض انك ستعرف من يحبك حقا ويتفانى من أجلك ، لأنك سترى بعينيك الناس من حولك ، وستتأكد من اهتمام هذا بك ، ولا مبالاة الآخر بوضعك الصحي . والاهم في المرض انك سترى من هو اضعف منك ، واشد مرضا ، وحينها ستحمد الله على مرضك ، وتشكره على أن أمرك لم يكن بتلك الصعوبة التي تكمن في المريض الذي بجوارك . وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خير له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) رواه مسلم .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى