مواقف السيارات السفلية الخاصة بالمسجد النبوى الشريف لم تنشأ من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين ايدها الله لاستغلالها تجاريا ، ولا كذلك لجنى الارباح من خلال تاجيرها سنويا او شهريا ، ولا لتظل خاوية في كثير من الاوقات لصالح مشترك بايجار مدفوع الثمن دون أن يستفيد منها أحد ، وإنما أنشئت لمصلحة المسلمين الذين يرغبون الصلاة في هذا المسجد المبارك الطاهر ، وإن الذى يحصل منذ زمن أن رواد الحرم الشريف يعانون ازمات مواقف في هذه المواقف في أدوارها . وعند ما تتحول هذه المواقف الى سلعة لمحتكر أو الى شقة لغير ساكن بموجب اشتراك سنوى ، فهذا أمر مرفوض تماما . فالمسالة مسالة شائكة جدا ، يأتى الناس للصلاة في مسجد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا يجدون داخل هذه المواقف موضعا لايقاف سياراتهم في أوقات الذروة ، مع بقاء النصف الآخر من اجمالى وحدات هذه المواقف شاغرة خاوية محجوزة للمشتركين بايجار سنوى أو شهرى ، والذين لم يحضروا ، أو لن يحضروا ، الا عندما تسمح لهم الفرص ، وهذا من حقهم ، فلا يمكن مطالبة أحد بالصلاة في الحرم في كل الاوقات بحجة انه مشترك في هذه المواقف بايجار مدفوع . ولكن كثيرا من هؤلاء المشتركين الذين يشغلون هذه المواقف بدون شغل ، غالبيتهم لا يحضرون يوميا الا يوم الجمعة ، أو أن بعضهم لا يصلون في الحرم الا المغرب والعشاء فقط , وبعضهم الفجر . بل ، وسمعت والله أعلم ، ان بعض المشتركين الشاغلين لهذه المواقف هم من أهل الخليج ، لا ياتون الا في شهر رمضان من كل عام . وسمعت ايضا : أن هناك عدد من هذه المواقف المخصصة للمشتركين ، انما يستغلها سكان الفنادق المجاروة للحرم ، أو بعض اصحاب المحلات التجارية باشتراك سنوى .. بينما يعانى رواد الحرم على اختلاف طبقاتهم وحضورهم ، مشكلة قاصمة في الحصول على مواقف ، مع وجود مساحات كبيرة شاغرة في هذه المواقف أمام أعينهم ، يطوفون من دور الى دور ، ومن جناح الى جناح ، بحثا عن موقف ، فيجد المواقف المخصصة للعامة قد شحنت بالسيارات ، ولا مجال فيها لاستيعاب سياراتهم ، وأما المواقف الشاغرة ، فيجد على مداخلها عبارة خاصة بالمشتركين ، فلا يمكن دخولها اطلاقا ، فيضطر الشخص للخرج بعد هذه الدوران خائبا من حيث أتى . وربما فاتته الصلاة أثناء دوران البحث الغير مجدى اصلا . وفى الحقيقة ان تأجير مواقف الحرم فيه احتكار للمصلحة العامة في غير محلها ، وتعطيل لمصحلة عامة من أجل مصلحة خاصة ، وفيه منع المستحق حقه في غير حله ، وفيه خلق أزمة مواقف في اوقات الذروة مع وجود مساحات كبيرة شاغرة الا أنها محوزة للمشتركين فقط . وبما أن هذه المواقف بنيت تابعة للمسجد النبوى الشريف لخدمة رواد هذا المسجد النبوى الطاهر وهى من جملة المرافق الخدمية التى لا تنفصل عنه . ومن المعلوم من الدين بالضرورة شرعا ، أنه لا يجوز احتكار مكان أو حجز جزء من المسجد بسجادة أو بساط أو كرسى ، الا اذا كان هناك فعلا شخص حاضر يصلى في حينها ، وأما من لم يكن متواجدا أثناء اقامة الصلاة فيه ، فليس لأحد حق في حجز أي بقعة من المسجد ما دام غائبا , والمسجد اساسا وقف لعموم المسلمين والمرافق التابعة له من مواقف ومواضئ ومراحيض وقف كذلك ، وهى بناء على القاعدة الفقية شرعية لمن سبق الى المسجد . وعليه فان هذه المواقف غير جائز فيها أن تحجز لمن لم يحضر للصلاة في تلك الساعة . وتركها شاغرة دون ان يستفيد منها من حضر للمسجد مع حاجة المسلمين اليها لمجرد أنها لمشتركين دفعوا اجرتها سنويا او شهريا أمر غير مشروع ولا صحيح . وقد كتبت عن هذا الموضوع سابقاً ، وأخبرنى أخ كريم من المسؤلين برئاسة الحرمين الشريفين أن فضيلة الرئيس العام ابدى اهتمامه بالموضوع ووعد بحل هذه المشكلة ، ولكن وحتى الان لا تزال المواقف تسير على نظامها السابق ، ولم يتغير فيها شئى . ولذلك اعيد عرض الموضوع من جديد ، فلعل الجهات المسؤولة تعير اهتمامها بهذا الجانب ، وتلغى نظام التاجير السنوى أو الشهرى لهذه المواقف نهائيا ، وتعتمد نظام تركها مفتوحة بجميع طوابقها واجنحتها لمن حضر للصلاة في وقتها ، وان لزم الأمر فجناح واحد فقط للائمة ومن في حكمهم فقط دون استثناءات اخرى ، وأن ينهى استغلالها تجاريا قطعا تحت أي ظرف أو تبريرات تقدمها الشركة المشغلة لهذه المواقف كعدم تغطية واردات المواقف لرواتب موظفيها ، وفى هذه الحالة يمكن تعويض الشركة نقصان حاجتها من ريع أوقاف الحرم الشريف .. والله الهادى الى سواء السبيل ..
لا فض فوهك
للاسف لا تزال مشكلة مواقف الحرم بالمدينة التى كتبنا عنها اعلاه قائمة ولم يتم اتخاذ اي اجراء حيال استغلال هذه المواقف للتاجير المدفوع الثمن الشهرى والسنوى ساريا حتى اللحظة ..
للاسف ياسيدي هذة المشكلة موجودة لحد الان واصبحت ايئس احيانا من الصلاة في الحرم اوقات الذروة