عرفت معالي الاستاذ الوزير والسفير هشام محي الدين ناظر رحمه الله عندما كنت أعمل محررا صحفيا في جريدة الرياض في نهاية التسعينات الهجرية السبعينات الميلادية. وكنت أكلف من الجريدة بجلب الأخبار المحلية وتغطية المناسبات الرسمية المعتادة . وكانت أغلب الوزارات تقع في طريق الملك عبدالعزيز المسمى طريق المطار القديم وكذلك شارع الجامعة فكنت أذهب لعدد من الوزراء لعلي أحصل على تصريح أو خبر ومن هم المرحومين حسن إل شيخ وحسين منصوري وعبدالوهاب عبدالواسع وغيرهم وكنت حينها طالبا في الجامعة لكن الصحافة ساعدتني على الجرأة والعزيمة والتعرف على كبار المسئولين وكان معالي الاستاذ هشام في الهيئة المركزية للتخطيط ثم وزيرا للتخطيط وكان من أكثر الوزراء تواضعا وإحتفاء بالشباب أمثالي . وأذكر أنني أجريت معه عدة مقابلات وقمت بتغطية مناسبات الوزارة ويجمعني بمعاليه صور جميلة أعتز بها . وأتذكر سهولة الدخول عليه ثم تبادل أطراف الحديث والبساطة في التعامل حتى تحولت العلاقة من عملية الى شخصية حيث كان يشجعني ويحاورني وأجد منه الاهتمام والتقدير . وعندما أقترب موعد الابتعاث وأهمية الحصول على توصيات علمية فكان رحمه الله ممن حضيت منهم بتوصية يثني على نشاطي وطموحي ويوصي بقبولي ويتوسم مستقبل طيب لي بعد الابتعاث . وهو أمر جبلت عليه شخصيته المتفائلة المشجعة تفعل ذلك معي ومع غيري .وأذكر رحمه الله أن العلاقة توطدت حتى دعاني لمناسبة في منزله بشكل خاص كان من بين حضورها معالي د محمد عبده يماني رحمه الله و معالي د عبدالعزيز خوجة ود صالح بن ناصر .وأستمر التواصل معه رحمه الله كلما عدت الى المملكة وكنت مقصرا في التواصل رغم الحفاوة والتواضع والابتسامة التي يجدها الجميع من معاليه . وبعد عدة سنوات وعودتي من الابتعاث تمت إعارتي لمؤسسة عكاظ نائبا لرئيس تحرير عكاظ بالمنطقة الوسطى وكلفني أستاذي د هاشم عبده هاشم بتغطية مؤتمر قمة الارض في البرازيل عام 1992 وسعدت بأن رئيس الوفد السعودي كان معالي الاستاذ هشام ناظر رحمه الله نيابة عن الامير سعود الفيصل رحمه الله وكان من ضمن الوفد أصحاب المعالي د مساعد العيبان ود إبراهيم العساف ود صالح العذل والسفير مأمون كردي رحمه الله وغيرهم ولم يصبحوا وزراء بعد ولكن النجابة والجدية والاستعداد للمسئولية كانت واضحة . وتوالت السنوات وألتقي بمعالية بين فترة وأخرى وأحرص على تقبيل رأسه وإخرها في إحدى المناسبات الرسمية في جدة .
إخيرا أن وفاة معالي الاستاذ هشام ناظر رحمه الله حدث جلل يغيب فيه أحد القيادات المفكرة وذات الإنجاز المتميز والمسهم في نهضة المملكة العربية السعودية ساعده على ذلك التوازن بين مسئولية رجل الدولة المخلص المستبصر للنجاح الاقتصادي والتنموي وبين الشخصية المتواضعة الحانية النبيلة في إستيعاب طالب جامعي من حي دخنة العتيق في مدينة الرياض لا تربطه قرابة أو معرفة ولم يكن هناك ورقة شفاعة تقربه لكن الهم الوطني وإستيعاب الانصهار بين أبناء الًوطن الواحد جعل قلبه مفتوح للجميع ليتيح مساحة لي لتقوية العلاقة والاقتراب منه روحه الطيبة أكثر وأكثر
رحم الله معالي الاستاذ هشام ناظر وأسكنه فسيح جناته والعزاء لاسرته وأبنائه وبناته وأخوانه وتلامذته ومحبيه وأصدقائه فقد كان أمة في رجل