المقالات

من يُقيِّم أداء وزارة الحج؟!

لقد اطلعت على مقال الكاتب القدير، الأستاذ عبد الله عيسى الشريف في صحيفة مكة الإلكترونية، بتاريخ الأربعاء 6/2/1437هـ، وكان بعنوان: “هج .. عن وزارة الحج!! ” وهو مقال وضع فيه المبضع على الجرح كما يقولون، ولن أخوض في تفاصيل تقسيمه لعمل الوزارة إلى أجزاء حسب المناطق وما تقوم به الوزارة -أو لا تقوم به- ولكن سأركز على موضوع تصفية الوزارة من الخبرات، من أهل العزم والعمل من أهل مكة عن الحج، والتي بدأها الكاتب -والذي لا أعرفه شخصيًّا- بمثال: ” تصفية رئيس مجلس إدارة مؤسسة جنوب آسيا، الأستاذ عدنان محمد أمين كاتب، القامة الإدارية الجبارة التي نهضت بمؤسسة جنوب آسيا حتى أصبحت مضربًا ومثالًا لمؤسسات الطوافة”. وفي الحقيقة، فإنه لم يبالغ في كلامه، فالوزير قام فعلًا بتصفية شخصيات أخرى، وهم -على سبيل المثال- : د. سهيل صبان، وكيل الوزارة لشؤون المشاريع، والأستاذ خالد السالمي، مدير إدارة الشؤون المالية، ود. أمين فطاني، مدير فرع الوزارة بمكة، والمهندس خالد أبو ناجي، مساعد مدير فرع الوزارة بمكة، والأستاذ هلال الهلال أيضًا، وكيل وزارة مساعد …. وغيرهم. بل إنه لم يستجب لقرارات القضاء التي أظهرت براءة الأستاذ عادل بلخير، وضرورة إعادته للعمل ورد اعتباره، هو ورئيس مؤسسة الدول العربية، الأستاذ فايق بياري، وكان الأولى إعادتهما والاستفادة من خبراتهما في أعمال الحج‼ بل لم يُجدد لسعادة وكيل الوزارة، الأستاذ حاتم بن حسن قاضي، وهو قامة إدارية شامخة ومتمرسة في شؤون الحج، وتم إبقاؤه كمستشار.. ولا يستشار‼ مع دور إعلامي هامشي، وكان الأولى التجديد له والاستفادة من خبراته !!

فإذا أضفنا إلى ذلك استبعاد الخبرات المهنية من المطوفين بقرار: (أن يكون السن 65 عامًا) للعاملين في مؤسسات الطوافة لتحققنا فعلًا أنها التصفية المتعمدة للخبرات المكية من أعمال الحج . مع أن الطوافة مهنة متوارثة، مثلها مثل النجارة أو الحدادة أو الصياغة، ويعمل بها الشخص مادام على قيد الحياة وبصحة جيدة، وهذا ما أقره وزير الحج الأسبق السيد إياد مدني – حفظه الله – وأكد عليه أيضًا معالي وزير الحج السابق، د. فؤاد عبد السلام الفارسي، ولكن ظُلم المطوفون كبار السن، القادرون على العمل باستبعادهم، وأحسوا بالضيم والظلم والقهر من استبعادهم زورًا‼ فكان من الممكن إبقاؤهم في المهنة والاستفادة من خبراتهم، إلى جانب إدخال العناصر الشابة معهم، فلا يضير ذلك المهنة أبدًا، بل على العكس، تتكامل الخدمات؛ فتنصهر الخبرة بالمعرفة والعلم.

فقد كانت مؤسسة جنوب آسيا عند بداية تنفيذ نظام العقد الموحد ثلاثين (30) مكتب خدمة ميدانية، ثم توسعت حتى أصبحت عام 1433هـ (116 مكتب خدمة ميدانية) ضمت الكثير من المطوفين الكبار مع الشباب، ولكن المشكلة أن الوزارة -وكما وصفها الكاتب- تضع أذنًا من طين وأخرى من طين لازب، ولا تصغي لآراء ونصائح الكتاب الذين يكتبون عن الطوافة والحج، والذي يمثل الواجهة الحضارية للدولة، ولو لم يكن هذا الوصف دقيقًا لعملت الوزارة -على الأقل- على تطبيق أحكام القضاء لثلاثة أحكام قضائية قطعية واجبة النفاذ من محكمة الاستئناف، بإعادة رئيس مجلس إدارة مؤسسة جنوب آسيا، الأستاذ عدنان كاتب، ولكن يبدو أن سياسة التطبيل والتزمير للمسؤول من بعض المستفيدين والمنتفعين من القرارات ومن بطانته الفاسدة والذين يتبعون سياسة التملق والتزلف للمسؤول لينالوا رضاه والبقاء في مناصبهم وكراسيهم، هم من يدلسون الحقائق ويزينون له سوء قراراته؛ فيصدق المسؤول الكذبة، ويظن أنه على حق! ولكن السؤال: إذا كان هناك في جميع مرافق الدولة تقارير الأداء الوظيفي يملؤها كل مدير عن موظفيه، فمن يقيِّم الرؤساء أو الوزراء؟! وهذا أمر ضروري، أن يكون التقويم تنازليًّا أيضًا، وهذا ما أشار له الكاتب الكبير الأستاذ/ قينان الغامدي في (صحيفة مكة السبت 14 جمادى الأولى 1435هـ) وهو بأنه: إذا كان الوزير لا يُقيَّم على أخطائه والتي تمس شريحة كبيرة من الناس، فكيف نحاسب الموظف الصغير ونقوِّمه؟! فإذا لم يحدث هذا، فلا تنتظر أداءً حكوميًّا متميزًا، كما يجب أن لا نلوم الموظف الصغير على تقاعسه! كما أشار إلى ضرورة أن تكون هناك جهة محايدة قادرة على تقييم أداء الوزراء بقياس رضا المستفيدين والمساءلة بعد التقييم المحايد. انتهى كلامه. ولكن هناك نقطة أخرى مهمة وهي: ألا يعتبر عدم تطبيق أحكام القضاء فسادًا يستوجب من الجهات المعنية مثل: ديوان المراقبة العامة، وهيئة حقوق الإنسان، وهيئة الرقابة والتحقيق و(نزاهة).

الالتفات إلى مثل هذه الجهات ومحاسبتها؟! أظن أنه طالما أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – يحفظه الله- قد قام بإعادة تنظيم العديد من الوزارات وأجهزتها في نقلة نوعية تطويرية إدارية واعية ترفع من كفاءتها وتحسن من أدائها، فإن التطوير والإصلاح قادم لا محالة لكل الجهات، ومنها وزارة الحج في إطار حرص الدولة على توفير خدماتها المتميزة لكل من يفد إليها من حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار.

وفق الله القيادة لإرساء العدل في أرجاء مملكتنا الحبيبة، فهذه الدولة التي اتخذت من الشريعة الإسلامية دستورًا لها ومنهاجًا لحياة الناس، لن يرضى حكامها أن يُضام أو يظلم إنسان. والله الهادي إلى سواء السبيل .

فاتن إبراهيم حسين

مقالات ذات صلة

‫10 تعليقات

  1. حقيقة هذا غيض من فيض وأكثر ما أسترعى انتباهي تحديد سن معين للمطوفين للعمل الموسمي وهذا ما يطلق عليه بلغة أهل البلد قطع الارزاق

  2. تقييم الوزراء أهم ما يمكن الخروج به من هذه المقالات الهامة والموضوعية و ضرورة إحترام أحكام القضاء . فما قيمة القضاء العادل إذا كان معالي الوزير يضرب به عرض الحائط ؟! ووزارة الحج لها السبق والرصيد الأوفر في التعالي علي القضاء

  3. بصراحة للأسف أن تكوني صحفيه ، تدسون السم في العسل ، وضع الحج في الداخل والخارج مخزي للسنوات الماضية الا من رحم الله ، ووزارة الحج مكلفة من الملك في سن التشريعات والتنظيمات وكل ماهو مناسب للإصلاح
    من أراد العمل بالشكل الذي يرضي الله ثم الملك ثم ضيوف الرحمن فحياه الله ، والذي ينافح لأجل مصالحه الشخصية او يرفض الإتنظيم الذي يطور العمل ويحفظ الحقوق فلا احد يريده في الحج .

    لماذا لا تتكلمي عن فساد منسوبي وزارة الحج في الحقبات القديمة ؟؟؟؟ وصلتهم بمؤسسات الطوافة وشركات الحج وشركات العمرة وظلم الحجاج والاستخفاف بأنظمة الدولة .

    شوهت سمعة البلد بسبب تقصير البعض ولك ان تبحثي في عالم التواصل الاجتماعي للسنوات الماضية وانظري شكوى الحجاج من شتى بقاع الارض
    بسبب تقصير من أعطتهم وزارة الحج الأمانه فلم يحققو رضا الحجاج وحقق أغلبهم رضا الجيوب

  4. الجائزة السنوية التي تمنحها وزارة الحج للإعلاميين المفترض أن تكون من وزارة الثقافة والإعلام فكيف يعقل أن تكون الحج موضوع التقييم ثم هي التي تمنع أو تمنح ؟

  5. وزارة الحج مقبلة تغير جلدها منذ مايقارب السنة …
    ولكن نتمى ان يكون للافضل…
    مع ان الافضل من وجهة نظري هو إلغائها تماما و تحويلها الى هيئة حكومية مثل الطيران المدني …
    بحيث تكون مرتبطة بوزارة الداخلية و مشرفة على القطاع الاهلي للحج و العمرة…

  6. عمل الوزرات يقييم من مجلس الوزراء و مجلس الشورى بعد رفعه للملك كما في مادة 29 من نظام مجلس الوزارء.

    اما التقييم من بعد عن لماذا فعلت أو قررت أو ألغت أو ……… فهو يسقط في ” الدخل في ملا يعني ” ، إن كان هناك نصيحة او شكوى او ملاحظه فالأبوب مفتوحة بأمر الملك والوزراء جميعاً . لنرتقي في النقد أو الإصلاح أو التغير أو حتى الرأي الآخر .

    إذا حصلل تقصير او زلل من الوزارة تقوم قائمة اهل المصلحة ،، وإذا بادرت الوزارة بالإصلاح في تطوير العمل وهذا واجبها شبت الأعناق وكثر الجدل لأجل إجهاض التطوير لأنه يعزز الشفافية و يحقق العدل و يطور العمل .

    لهم الفضل والأجر والشكر من خدم ضيوف الرحمن في الحج و العمرة من أي مكان وأي وقت ولكن لنجعل العقول أكثر نضج !

    لو كان المهنه إحتساب ولا مال فيها سواء الأجر ……هل يسغضب البعض من تطوير العمل ويساعد في ذلك ؟؟؟؟

    أغلب المقالات تتكلم عن السلطة التنفيذية – الإجراء المالي – رفض الشفافية .

    وشن الحرب على وزارة الحج وجعلها الند ! لا يدل إلى أمر واحد ( خلل في الفكر …..!! )

    لماذا لم تقيمي إداء وزارة الحج خلال السنوات الماضية والكلام بصدق عن تطور الوزارة والتطور الذي لحق بالمؤسسات الطوافة و شركات الحج و قطاعات أخرى . وتبكير تسليم المخيمات وتفعيل التصاريح للخليج و تفعيل المسار الإلكتروني للحج الخارج والداخل ومدن الحج الجديدة وبرنامج الترحيب والتوديع والإنتخابات الخاصة بالطوافة وغيرها .

    إدخال التحول الرقمي لأعمال الوزارة زاد من أداء العمل و رفع مستوى الشفافية و أصلح الشيء الكثير و التطوير والإصلاح مستمر مادام هناك مخلصون لهذا الوطن ….. وليس مخلصون للمال …!

  7. ابدعت الاخت الكاتبة فعبرت بمكنون الكثير وانا منهم وجاءت بما يبدو وكانه توارد خواطر ، الا انها ربما تكون قد نسيت ان حل مجالس الادارة كان فى عهد بعض مسؤولي الوزارة التى تباكت عليهم حيث ان القرارات لم تكن منفردة بتوجه الوزير وحده فكانت الضربة بيده والظلم بقلمه سواءا كان يدري او لم يدري .

  8. السلام عليكم
    انا اشكر الكاتبه على الطرح والصراحه الواقعيه في الطرح حيث وضعت يدها على جرح غائر حيث انني على علم بتفاصيل حل المجالس وكذلك مبدأ تطفيش جميع مسؤولي وزارة الحج والاسماء التي ذكرت ممن لهم الخبره الطويله جدا في وزارة الحج . يمكن ان تتسال انه كان هناك بعض التجاوزات في عهدهم ولكن كانوا ينجزون الاعمال التي تكلفهم الدول بها على اكمل وجه ممكن ( ارجو ان تعرف ان هناك ليس فقط وزارة الحج المتحكمه في الحج ومشاريعه بل هناك عدة جهات متحكمه ايضا ) ومن يقول ان هناك اي تطوير حاصل في الوزارة فل يتفضل مشكورا بالقدوم الى الوزارة للنظر عن قرب للتخبط الاداري وعدم التنظيم الحاصل فيها . والتجاوزات الكثيره التي اصبحت تنشر في وسائل الاعلام ومواقع التواصل .
    واختم بقول حسبي الله ونعم الوكيل والله يعجل الفرج علينا في وزارة الحج

  9. للأسف فاقد الشيء لا يعطيه!!!
    اي تصفية تتكلمين عنها ، انتهت اعمارهم الوظيفية وتم تمديد لهم فوق ٥ سنوات ، وهل من جديد ؟!! للاسف لا .
    حق جنوب اسيا ، رفع شأن المؤسسة في عهده بإراحة المطوفين عن الخدمة حيث الذي يعمل بخدمة الحجاج شركة مشغلة والمطوفين حطين رجل على رجل ودائما امام الصورة ، ومن يعمل شركة مشغلة !!
    اي مهنة طوافة متوارثة تتكلمين عنها!!
    حان وقت التطوير وتغيير هيكلة تلك المؤسسات ، وللأسف كيف يكون هنالك تطوير ووجود ابناء طوافة في داخل وزارة الحج!!!

    إذناً قبل ان نكتب لابد معرفة جوانب الموضوع بأكمله ، ويكون هدفنا المصلحة العامة و رفع سمعة بلدنا والتفاخر بما نقدمه لضيوف الرحمن …. والله الهادي ومطهر الابدان من النفوس الضعيفة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى