عبدالرزاق حسنين

نحن والحج جيران..بلا هج

طالعت على الصحيفة التي أكنّ لها الفخر والتقدير مكة الإلكترونية مقال للأستاذ عبدالله عيسى الشريف في الثامن لشهر صفر عنوانه “هج..عن وزارة الحج” ليس حباً فيما أورده في مقاله ، ولكنني تعودت أن ألتزم الحياد في النقد ، وإن كنت مع أو غير ذلك من وجهات النظر التي في إختلافها أحياناً ديموقراطية يربح نتائجها طالب الخدمة ، فجميعنا يعلم إن للنقد أدبياته التي تعتبر مطلباً وهدفاً للصحافة وأقلامها ، حرصاً إلى الوصول لمستوى القارئ الناضج في زمننا المعاصر ، الذي أصبح وأمسى الخبر فيه سلعة لا تنتظر دقائق الساعات ، لسهولة تداوله هنا وهناك في أقصى الشرق أو الغرب ، ومن هذا المنطلق كان لزاماً على كل من أمسك قلماً وإعتلى صحيفة أن يراعي الدقة والشفافية فيما يسطره ، ليس توفيراً للأحبار وبعضها لا نكهة له ولا عنوان ، وبمروري على مقال الكاتب الوقور “هج..عن وزارة الحج” الذي أكن لرأيه الشخصي كل إحتراماتي ، ولكنني أستشف فيه شخصنة مرفوضة في بحور النقد الهادف ، إذ بدأ الكاتب بنقد المبنى “المهتريء القابع في شارع المعذر وقد شاخ بأروقته الشبه خالية من الموظفين” وما تبعه من نقد بتساؤل عن ماهية عمل موظفيه المنقسمين لأربعة أثلاث..كيف حسبها لا أعلم ، أذ درسنا في الرياضيات القديمة والحديثة أربعة أرباع وثلاثة أثلاث ، والمهم في ما حسبه وذكره ذلك الثلث الأهم في نظره هو “ثلث الوزير ” ، فهل يعني الكاتب إنقسام موظفي وزارة الحج وإن بعضهم ليس تحت مظلة الوزير ، مع علمي اليقين أن كل موظفي الدولة ينتسبون لمظلة وزارتهم ، وأن كل الوزارات المرموقة في وطننا العزيز تحت مظلة الدولة ممثلة في القيادة الحازمة حفظها الله ، وبعد أن أنهى سعادة الكاتب نقده للمبنى وموظفي الوزارة التي تسهر على راحة ضيوف بيت الله الحرام الذين يزيد عددهم عن التسعة ملايين سنوياً من المعتمرين والحجاج في مكة المكرمة والمدينة المنورة مروراً بمحافظة جدة ، تلك الوزارة التي حظيت هذا العام وما قبله من الأعوام بالإشادة من ولاة الأمر في لجنة الحج المركزية برئاسة مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وبإشادة اللجنة العليا للحج برئاسة ولي العهد وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف حفظهم الله جميعاً ، ليأتي بعد ذلك الكاتب الوقور بوصف سياسة وزير الحج وما أورده من عبارات تنم عن شخصنة النقد وخروجه عن المتعارف عليه في الصحافة ذات الشفافية والمهنية التي ترتقي إلى فكر القارئ ، وكلنا يعرف أن معالي الوزير بندر بن محمد حجار إبن طيبة الطيبة ومجاورته للأدلاء في إعتقادي جازماً شرف يعتز به ، مع العلم اليقين بأن معاليه لا ينتمي لأي من أرباب الطوائف ، ويبدو من وجهة نظري المتواضعة أن بيت القصيد في المقال هو حديث كاتبه المطول عن المطوف/ عدنان كاتب وما تبعه من وصف لا أنكره عليه وقد أزيد عليه بجميل العبارات مدحاً في خلق الرجل وأدبه وغير ذلك ، ولكنني أستوقف سعادة كاتب المقال بإعتباري مطوفاً أنتمي لإحدى مؤسسات أرباب الطوائف ، بسؤاله عن الذين أعطوه الحق في وصف مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا بقوله: “حتى أصبحت مضرب ومثال لمؤسسات الطوافة .. ” ، ومع أنني أكن لتلك المؤسسة التي أسترسل هو في وصفها وتمجيد رئيسها السابق كل إحتراماتي لهم لإنتمائنا نحن دون غيرنا لمهنة شرفنا الله بها ، توارثناها عن آبائنا وأجدادنا ومنذ عهد المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وجعل الفردوس مثواه ، ثم أردف الكاتب بعد ذلك مديحه لإنجازات المملكة حفظها الله في شئون الحج والعمرة بقوله: “ولم يعد خافياً على أحد أن الحج والعمرة هما محل تقدير وثناء عالمي على جهود المملكة منذ عهد المؤسس غفر الله له إلى هذا العهد الميمون” وفي ختام مقال سعادته الذي عيّن نفسه فيه القاضي والجلاد لما أورده جزافاً من التهم في حق الوزير والوزارة إضافة إلى عبارة لم تعجبني بوصفه الحج حسب قوله: “أصبح فيه الموسم موسم خوف وترقب لأحداث تتكرر في كل عام.. وهج كل ذوي الخبرة عن وزارة الحج خشية التورط في قراراتها الموسمية المهلكة” وهنا أرد عليه القول بأن الحج ومنذ عهدناه ونعومة أظفارنا منظومة متكاملة لجميع وزارات الدولة المدنية والعسكرية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الذي لا يألو جهداً في تسخير جميع إمكانيات الدولة وليس أدل على ذلك ، تلك المشاريع الضخمة بمكة المكرمة والمدينة المنورة والتوسعات في الحرمين الشريفين خير شاهد ودليل ، تحياتي للكاتب الوقور متأملاً فيه قبول مروري على ما أورده في مقاله وتحفظي الشديد على مجمله ، إذ على الناقد أن يسع صدره لمنتقديه ، مع تقديري لما أورده من الثناء على المطوفين وأبناء مكة المكرمة وحبهم وتفانيهم في خدمة ضيوف الرحمن ، مردف القول بأننا كلنا أبناء الوطن الغالي المتفانين في خدمته ليبقى بعون الله شامخاً يحفه الأمن والسلام..

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. لم أجامل أو أتملق للوزير أو الوزارة ولكنني بصدق ذكرت الحقيقة التي لمستها واقعاً يتداوله الجميع في الثناء على النقلات الجميلة المستحدثة في عهد معاليه والشفافية التي كانت غائبة

  2. للأسف الشديد أن الكاتب أحد المكرمين بجائزة الوزارة الآعلامية ؟ ومع إحترامي بدأ مقاله بالإنشائيات الجميله والتصحيح الإملائي والذهني لبعض ماذهب اليه الكاتب الشريف ؟ بإختصار مايربح السوق الا من ربح فيه والدنيا مصالح وأصبحت كلمة الحق موجعه للكثير ؟ ومن وجهة نظري أن الوزير الرجل الغير مناسب في هذه الوزارة ومازاد الطين بله آحضارة لزملائه السابقين ليس لديهم الخبره الجيدة ولم يوفق في فلترة البطانة الفاسدة من المسئولين السابقين الذين أستغلوا ضعف شخصيته وقراراته ؟! فدأبوا على إستغلال السلطة وإحتكارية الراي والتباين في الكثير من القرارات وكثرة المظالم دون حسيب او رقيب

  3. اُسلوب جميل في انتقاد صياغة المقال وموفق ولكن بعيد كل البعد عن الرد عن المشاكل التي اوردها الكاتب الشريف في مقاله عن وزارة الهج
    وفي الأخير …
    ما يمدح السوق الا الربحان*

  4. نعم وأفتخر..فقد حصلت على جائزة وزارة الحج للإعلاميين..على مقالات في حب المهنة وشجونها وإنجازات الوطن في خدمة ضيوف الرحمن ، ولم تكن في مديح وزارة الحج الحالية وإن كانت جديرة بالثناء للشفافية والشجاعة التي لمستها وقد كانت غائبة .. تحياتي لإبن طيبة وقد جاورتم قبر المصطفى عليه الصلاة والسلام

  5. يبدو أنك تعيش في كوكب آخر ….مبارك عليك الجائزة. ..تستاهل رجل مخلص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى