لكل الذين استهزأوا بقرار الإجازة واعتبروه نوعًا من العبث، ثم تباكوا على ضياع أيام التعليم بكثرة الإجازات..وإخراجها مخرج ضياع مصالح الوطن، وما أظن دافع كثير منهم الحرص على التعليم. ماذا تراهم يقولون وقد رأوا حجم الكارثة التي وقعت في أغلب مناطقنا التي صدر لهم إجازة..هذا وأكثر الناس قابعين في بيوتهم؛ فكيف لو كان الطلاب والطالبات اليوم في المدارس. هل حياة طلابنا رخيصة؛ ليغامر بهم أحمق يدعي حرصًا على الانضباط كم بكينا على مأساة جدة وجثث الناس تطفو فوق سيولها الجارفة..أتراهم يتمنون ﻷبنائهم مثلها؟!>
صحيح أن هناك الكثير من الدول أكثر غزارة للمطر منا بكثير ولا تتوقف عندهم الدراسة، لكن مثل هذه الدول تتمتع ببنية تحتية تجعل الأمطار مهما اشتدت فهي في مأمن بأمر الله لحسن تدبيرهم لمشاريع الطرق وتصاميم الأحياء السكنية، أو لأنها لا تبني في مجاري السيول، وتعبث في طبوغرافية الأرض. وهذا مفقود عندنا للأسف بسبب فساد المشاريع الوهمية، وبسبب العديد من المهندسين الجهال الذين يستلمون المشاريع ولم يجدوا من يحاسبهم بعد ثبوت الإخفاقات في كل مكان، وبسبب الخطط الفاشلة لدى بعض مسؤولي القطاعات الخدمية؛ لذلك ندعو ونشكر من قرر الإجازة لأبناءنا وبناتنا. أما من يعانون من متلازمة نقد أي قرار حكومي فأذكرهم بما ورد.. ففي الحديث.. لا يكن أحدكم إمعة.. إن أحسن الناس أحسن وإن أساءوا أساء.. ولكن وطنوا أنفسكم.. إن أحسن الناس أن تحسنوا.. وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم.. وفي الحديث: الحكمة ضالة المؤمن.. أنى وجدها فهو أولى بها.. جزى الله خيرًا من اتخذ قرارا الإجازة ولو كره العابثون بأرواح أبنائنا..