المقالات

أليس الوحدة أولى بالزويهري

منذ البدء كنت قد كتبت مقالة هنا في صحيفة مكة الإلكترونية، واستشرفت فيها أن فريق الوحدة سيظل يراوح مكانه، ولن يحقق آمال وتطلعات جماهير ومحبيه مع انطلاقة الدوري السعودي في الموسم الحالي. وهذه القراءة كانت بِناء على القرارات الإدارية المتخبطة للإدارة الحالية، وأيضا لمعطيات فنية. وبالفعل ها هو الفريق الآن ضمن الفرق الأربعة المهددة بالهبوط لدوري الدرجة الأولى، ونأمل أن لا يحدث ذلك، ويبقى الوحدة ضمن فرق الدوري الممتاز لعل وعسى (!) ومع الأسف فإن كل الإدارات الوحداوية المتعاقبة، لم تقدم شيئا للنادي المكي، ولقد كتبت طوال ٢٧ سنة متتالية عن ذلك، وجل مقالاتي سخرتها لخدمة الوحدة الكيان، حتى إن الزميل الإعلامي عبد الله العتيبي عندما التقيته في الرياض، وكان يرأس مجلة “فواصل” قال لي: يا سعد لو خصصت (٥٠٪) من مقالاتك وتحدثت عن شؤون رياضية محلية، ونوعت في طرحك، وأبرزت نشاطات أندية أخرى كالهلال أو الأهلي أو الشباب، لكنت حققت متابعة مرتفعة واهتماما أكبر، وحتى شهرة، ولربما تسلمت مناصب قيادية في الصحافة الرياضية، ولكنك حصرت نفسك في شان الوحدة، وخسرت الكثير في المجال الصحفي والإعلامي، ولم أستمع بالطبع لنصيحته، وواصلت أكتب مقالة كل أسبوع في صحيفة الرياضية على مدى سبع سنوات متتالية، ثم في الجزيرة والمدينة والرياض ومجلة النادي وصحيفة الرياضي. كنت أكتب عن نادي الوحدة عشقي الأبدي بحماس كبير ولكن كما قيل …

لقد أسمعت لو ناديت حيا

ولكن لا حياة لمن تنادي

ولو نفخت في نار أضاءت

ولكن أنت تنفخ في الرماد

مقالات عدة كتبها كتاب وصحفيون وحتى إعلاميون محايدون عن نادي الوحدة، ولم يتغير شيء منذ (٥١ سنة)، فكل رئيس جاء بعد إدارة عبد الله عريف لم يأتِ إلا لخدمة مصالحه الشخصية فقط، فهم جميعا دون استثناء لا تربطهم بالوحدة إلا موطأ أقدامهم ليس إلا .. هم ليسوا مثل عاطي الموركي أو عبد اللطيف الكويتي أو عم غازي القرشي أو البصنوي أو القصبي، أو مثل طيب الذكر كامل أزهر الذي نالت الوحدة في عهده أول بطولة على مستوى المملكة عام ١٣٧٧هـ، ولا مثل الرئيس الذهبي عبد الله العريف، وهو الرئيس الوحيد الذي تحققت في رياسته بطولتان، آخرها كأس الملك عام ١٣٨٦هـ .

لن ينجح أحد إن لم يأتِ من أجل خدمة الوحدة بإخلاص كما فعل ويفعل الزويهري مع النادي الأهلي، فقد جاء لفعل شيء مشابه للنادي الأحمر، ولكن لم يسمح له ولا لرئيس النادي السابق حازم اللحياني، فحُوربا بشراسة، ومورست ضدهما أشد أنواع المكر .. وتحديدا من بعض المؤثرين وأصحاب القرار في النادي، ومِن أناس لهم وضعهم الاجتماعي، وتم تسريب شريط يقلل من كفاءة وجدارة الرجلين، ويشكك في صديقة انتمائهما، فضلا عن عبارات عنصرية ومفردات هابطة، أترفّع عن ذكرها هنا. وبالطبع عمل هذا الشريط وسُرب عمدا حتى يسمعه مساعد الزويهري (ويفل) -على قول أهل لبنان- وفعلا (فل) ورحل، وحط رِحاله رئيسا للنادي الأهلي الموعود بتحقيق عدة بطولات تحت رياسته، وها هو يخدمه بإخلاص وتفانٍ. والسؤال الذي يطرح نفسه: أليس الوحدة أولى بالزويهري كرئيس مخلص يعيد لها أمجادها (!).

سعد العصيمي

كاتب صحفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى