بقدر فرحنا وفخرنا بتكريم الدكتورة المتميزة شيماء عامر من قبل جامعة كارديف البريطانية ، بقدر حزننا الشديد علی عدم تكريمها مسبقا من قبل جامعة الملك عبدالعزيز !! جامعة المؤسس هي الجامعة التي تنتسب لها الدكتورة شيماء ، فهي عضو هيئة تدريس بكلية العلوم الطبية ، وبالإضافة إلی عملها كمحاضرة فإن لها أنشطة عديدة في مجال الأبحاث والدراسات وأوراق العمل والاستشارات الطبية في مجال تخصصها ، ومع ذلك لم ير أحد من مسؤولي جامعة الملك عبدالعزيز ذلك التميز والإبداع ، تم ابتعاث شيماء عامر إلی جامعة كارديف من أجل الحصول علی حلمها الذي طالما خططت له وهو درجة الدكتوراه ، وحصل ذلك ، وبعد أن أنهت رسالة الدكتوراه وسلمتها للجامعة للنظر في مناقشتها وافاها الأجل المحتوم وغيبها الموت قبل أن تحصد ثمار جهدها وتعبها وتحقق حلمها لنيل الدكتوراه ، ومع ذلك فإن أهل العلم والمهتمين بالعلماء والمتميزين لم يبخسوا حقها ، ولم تقف البيروقراطية العقيمة حاجزا أو مانعا عن منحها درجة الدكتوراه وشهادة التميز والتكريم وهي في ذمة الله وبين يديه جل وعلا ، حيث أقامت جامعة كارديف حفلا وعقدت مؤتمرا علميا وأوكل إلی مشرف الرسالة مناقشتها بدلا من طالبته الراحلة ، وعلی إثر ذلك منحت شيماء عامر درجة الدكتوراه ومنحت التكريم الذي يليق بها وبعلمها كمبتعثة سعودية متفوقة ..
وبعد هذا هل جامعتنا جامعة الملك عبدالعزيز ستحذو حذو الأجانب في تكريم ابنتنا المتميزة ؟ أم ستبخل وتشح علی من يستحق التكريم ؟! ننتظر لعل وعسی !! مع أنه كان من الواجب ان تكون المبادرة منا والسبق لنا في تكريم المتميزين من أبنائنا وبناتنا ، ولكن مع الأسف الشديد مسؤولي جامعاتنا عموما لا يكتشفون المبدعين من طلابهم وطالباتهم إلا بعد أن تكتشفهم الجامعات الأجنبية .. وبالرغم من كل ذلك نقول عفا الله عما سلف ، ولنبدأ من الآن سواء مع الدكتورة شيماء عامر أو مع غيرها ممن يستحقون ويستحققن التكريم .
د . جرمان أحمد الشهري .
تستاهل كل خير نسال الله لها التوفيق