لست أدري ماالسر الذي ينتهجه مسؤلينا “لطفطفة” أو “كمكمة” الأمور بدء من أعلام الزينه وانتهاء “بخمخمة” الشوارع . أرجو أن يعذرني القاريء الكريم على المصطلحات الشعبية الرديئة فهي الأقرب لما يحدث في عالمنا العربي وخلال ال 30 عاما التي مضت طفت فيها أغلب بلاد العالم وعملت في صحف عربية ودوليه ومحلية رايت “فذلكات” افتعلها مسؤلين بدافع التقرب وأخرى بدافع الوصول لمناصب عليا . كما هي لدينا فالمسؤل الأصغر يقلب البحر طحينا لمن هو أعلى منه وتدريجيا يحدث الأمر إلى أن يصل للحاكم الإداري الذي سرعان مايربت على كتفي من هم دونه مرددا. . يعطيكم العافيه. . هكذا تبدأ زيارة كل مسؤل يعلن عنها بتفقد الرعية بيد أن الأمر لدينا أجمل وأقرب إلى القلوب لأننا نرغم عند البوح باوجاعنا التي تحترق داخل اقفاصنا الصدرية أن نشعلها بفتيل المعاريض التي تبدأ “بأرجوا واسترحم” في حقوق هي في الأصل مشروعة له .. سامح الله سيدنا عمر فقد اتعبنا من بعده .. نحن اليوم في خضم أحداث متتالية تحتاج إلى تقرب المسؤل من المواطن وليس من المسؤل الآخر الذي يكيل له المديح ويتحفه بقصيدة ويولم له مودعا بمثل مااستقبل. . نريد أن يدلف المسؤل حياتنا ويحل معاناتنا. نريد من المسؤل أن يجلس على الأرض معنا ليستمع للزفير والأنين الذي تبوح به الثكالى والمعاقين والبسطاء وليس من فوق مركبته مرورا بالقرى والهجر البسيطه.. نريد منك ياسيدي المسؤل أن تأمر قائد مركبتك وانت في طريق زيارتك أن يدلف إلى تلكم القرى في الأطراف لترى حال الناس وتستأنس بشكواهم ونريدك ياسيدي المسؤل أن تكون زياراتك القادمه سرية لتعرف حجم الفساد والكذب والتملق ونريدك ياسيدي المسؤل أن تعود بعد يومين فقط من زيارتك لترى كيف عاد كل شيء كما كان عليه .. انت مؤتمن فلا تلقي بالأمانه على عتق الآخرين وتقول في ذمتهم لأن كل كارثة أو خطأ سينالك منها نصيبا شئت أم ابيت. . نريد أن نراك شعرا ونثرا وأبيات جميلة تجري على الأرض كما هي ترن في الأذان نغما. . نريدك ياسيدي المسؤل أن تلتفت ولو قليلا إلى تطوير المحافظات وحث مسؤليها على تتبع معاناة البشر…ياسيدي .. تعال وين رايح. . مابعد قلنا لك كل شيء وانت الشيء الوحيد الذي نبوح له بجزء من شيء يحترق كل يوم في دواخلنا. . ولاازيد.
عبدالله عيسى الشريف
تابع على X
