يُطالب أكثر الزملاء في العمل الصحفي أن تقف الصحف مع الزميل الذي قدّم سنوات من عمره بالعمل فيها وقدّم الكثير من وقته وصحته وغادر الصحيفة، وأراد الله له أن يعيش يتجرع آلام المرض ومعاناة الدخل المحدود وأعباء الحياة واحتياجات الأسرة، يطالب هؤلاء أن يكون للصحيفة بادرة تجاه زميلهم، ومع عدم وجود موقف سابق من صحفنا المحلية إلى جانب عدم وجود نظام ينص على ذلك ضمن نظام العمل وهو أيضًا في نظام الخدمة المدنية؛ فإن المطلوب الآن إما تعديل النظام أو مبادرة من مجالس إدارة الصحف بوجود تنظيم داخلي فيها يقدم العون للصحفي الذي غادر الصحيفة بالتقاعد أو حتى بالفصل أو الذي غادر الدنيا له ولأسرته من واقع ظروفه التي يعيشها. عندما أتحدث عن هذه المعاناة التي نعيشها من واقع عدم وجود اهتمام من الصحف مع رجالها أشعر بالكثير من الألم مع الحالات اليوم وعشرات الحالات السابقة.
اليوم يعيش زميلنا مصطفى إدريس ومن سنوات طريح الفراش، ويواصل سفره للرياض للعلاج من الأمراض التي أصابته بإرادة الله ولم تتحرك صحيفته حتى للسؤال عنه وعن وضعه الصحي والأسري وكأن مغادرته الصحيفة أغلق كل سبل العلاقة والتعامل والزمالة التي ظلت أكثر من ربع قرن. ومصطفى وغيره لن يقبلوا أن يستجدوا صحفهم أو يقفوا على أبوابها.
الحديث عن هذه المعاناة تذكرني بكتاب ورجال صحافة غادروا الميدان وغادروا الحياة ولم يعلم عنهم أحد إلا من خبر أو صورة وبعضهم كتبت عنهم صحف أخرى غير صحفهم التي قدموا لها ساعات وأيام وأشهر وسنوات من العمل المضني، من ذكر عبدالله الجفري، من ذكر الصحفي والشاعر والأديب عبدالغني قستي الذي توفى وهو لايملك شقة لسكنه إلا بعد اتصالات شخصية تمت عبر مقربين بوزير الإعلام السابق إياد مدني الذي قام بزيارته وقدم له مساعدة من الملك. من ذكر عبدالله الداري الذي توفى قبل أشهر ولم تكتب عنه إلا صحيفة أو ما يقرب من اثنين ؟! من ذكر محمد عبدالواحد الذي كتب نصف قرن ؟ من يذكر العديد من زملائنا في الندوة عدنان باديب، فوزي خياط، محمد صالح باربيق، عبدالله بامفلح، عبدالله باهيثم -رحمهم الله- وكلهم أعرف ظروفهم وبعضهم لازالت أسرته تسدد ديون متراكمة عليه وأكثرهم خدم العمل الصحفي أكثر من أربعة عقود هذا العدد الذي أذكره الآن وهناك عدد آخر لاتعلم صحفهم حتى أين يعيشون أو متى غادروا الحياة؟!
إن المطلوب اليوم ليس مساعدة بمبلغ يقدم للصحفي أو أسرته سواء كان يعيش حياة بائسة أو توفى تحت سيف الحياء والمجاملات من الصحف عن طريق وساطات واتصالات، المطلوب أن يكون هناك نظام يصدر ينظم هذه القضية، وإن كان المطلوب من الصحف أن تكون وفية مع من عملوا فيها سواء المتفرغ أو المتعاون، وأن يستمر التواصل معه في حياته ومع أسرته بعد وفاته خاصة من ثبت أن ظروفهم مؤلمة وحالاتهم تستحق العون اليوم لانطلب عون يدخل تحت مظلة المساعدة والعطف. اليوم نطلب نظامًا يلزم الصحف بأن تعين رجالها أحياء وأموات بعد أن ساهموا كلا بقدر جهده في رقي وانتشار صحفهم من أي موقع كان، بل منهم من حقق لصحيفته أعمالًا لازالت تُذكر لليوم؛ فإن ماحدث لزميلنا في البلاد شاكر عبدالعزيز -رحمه الله- يعد حالة خاصة أعتقد أنها لن تتكرر في ظل الجحود الذي يعيشه الصحفي مع صحيفته.
ما الطفك و اوفاك، سي الاستاذ خالد محمد حسبني، المربي و الصحافي المخضرم.
ماشاء الله عليك استاذي انت مثال للوفاء واهل الوفاء حبك للاخرين نابع من طبعك ادامك الله وسدد خطاك
نعم فبئس التنكر من أي مؤسسة تجاه منسوبيها
سواء وضع نظام لذلك العمل الخيري أم لم يعمل
ولذا على زملاء المهنة
موضوع اكثر من جيد وفكرة جديرة بالطرح والتبني حول ضرورة إيجاد قاعدة او نظام لحماية الصحفي بشكل خاص والاعلامي بشكل عام ، سواء متفرغاً او متعاوناً، حمايته من ظروف وتقلبات الحياة.. شكراً استاذ خالد ودام يراعك وفياً
اصبتم عين الحقيقة بارك الله فى قلمك وطرحك والامر لابد ان يكون هناك نظام الزامى رسمى بذلك فان المبادرة من جانب الجهات المعنية او الصحف غير واردة فيما اتعقد وان حصل نادرا فانما هى على صورة مساعدة فهو ما لا يريدها الرجال ..
يستحق الصحفي نظام يحفظ له حياة كريمة بعد تقاعده فهو في الواقع قلب المجتمع النابض
أبا أشرف.. تحياتي لكم فأنت بحق جدير بأن تكون مثالاً للوفاء ومدرسة للصحافة وأنت التربوي الكاتب الناقد بكل حياء تعشقه الأنفس الشامخة..
بوركت وبورك قلمكم ..