المقالات

لا يثمر الشوك العنب

من المحال أن نجد في لمعة سراب الصحراء ينابيع ماء، ولن تجد صافي العسل من ثمار الحنظل، ولا يجني الناس من الشوك العنب ، هذه سَنَن كونية، ليس للبشر فيها تحويلًا ولا تبديلًا .

أتذكر هذه الأمور كلما قرأت أو سمعت أن إيران وحزب الله يدافعون عن القضية الفلسطينية، أو أن وجودهم في شام العرب لأجل قضايا العرب والحفاظ على وحدة تراب سوريا ، ذاك أن فاقد الشيء لا يعطيه، فكيف لإيران أن تسعى لمساعدة الفلسطينيين على استرداد حقوقهم المسلوبة، وهي ذاتها محتلة لأراضٍ عربية في كل من الأحواز العربية والجزر الإماراتية الثلاث؟! كيف لها أن تدّعي زورًا وبهتانًا بأنها تتقوى لأجل نصرة قضايا العرب، وهي المحتلة لجنوب لبنان بواسطة عملائها كحزب الله، وهي التي أودت باليمن إلى مزالق الحروب والتدمير من خلال حزب أنصار الله ؟ ! إن مما يؤسف له حالة الغفلة التي تنتاب كثيرًا ممن يصدق ادعاءات إيران وأتباعها ممن لهم مصالح شخصية بعيدة عن مصالح الأمة، فهل تذكّر حسن نصر الله وهو يتفنن في إلقاء خطبه التي لا يلْحن فيها، أنه يدافع عن الذين احتلوا الأحواز العربية، وجزر الإمارات العربية ؟! إن حسن نصر الله يتكلم بلسان عربيّ مبين، ولكنه يحمل تحت عمامته السوداء عقلًا فارسيًا مظلمًا، لا يبصر الحقائق الماثلة أمامه وهي كالشمس وضحاها؛ فهل يعلم أن الأحواز العربية تبلغ مساحتها (348) ألف كيلو مترٍ مربّع، أي أكثر من مساحة بلاد الشام كلها (سورية والأردن وفلسطين ولبنان)، وأنّ الوجود العربيّ في (الأحواز) منذ الألف الثالثة قبل الميلاد؛ حيث قدم العرب إليها من اليمن والجزيرة العربية، حتى حصلت المكيدة من بريطانيا سنة ١٩٢٥م، وهو الوقت القريب من وعد بلفور سنة ١٩١٨م، الذي كان بداية التخطيط لاحتلال فلسطين. وكلما خرج حسن نصر الله يخطب في أتباعه ومواعدًا لهم بتحرير أرض فلسطين العربية، أتساءل وما بال الأحواز العربية، والجزر الإماراتية المحتلة من إيران ؟! إن الحقائق لأولي الأبصار تؤكد أنه لا فرق بين الصهاينة وملالي طهران، فالكل محتل لأراضٍ عربية في زمن متقارب، وهي عطايا بريطانيا الاستعمارية، والكل مضطهد شعبًا غير شعبه، ومشغل الناس بقضايا مصطنعة، ولا فرق يُذكر إلّا أن عمائم ملالي طهران أكبر حجمًا من القبعات التي يعتمرها الصهاينة، والتي تسمى بالعبرية (كيبا) أما ما عدا ذلك فهم فيه سواء، كالشعور بأنهم أفضل من العرب، وأن لهم الحق في ظلمهم واستباحة أراضيهم، واستخدام الدسائس والتقية والتفريق بين الناس، وإثارة النعرات الدينية، وإشعال نار العصبية، والتخلي عن الوعود والعهود، وسوء الجوار ، ولا تزال أكاذيب إيران وحزب الله وأنصار الله عوراء بيّنٌ عوارها.

أحمد عيد الحوت

مستشار إعلامي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى