المقالات

هرطقات انتخابية

لايوجد في العالم عهرًا يوازي عهر السياسيين، ولايمكن وصف خداعهم وكذبهم إلا بذلك. ومنذ أن استوطن بني آدم والأرض تشكو من زيف طينتها التي تتلون بمعدن الكذب والتملق والفسوق. هذه حقيقة مُرة تختلجها أقفاصنا الصدرية وتخشى البوح بها عيبًا وخجلًا من نفسها. ومنذ أن أفل نجم العرب، ونحن نستمع لزيف السياسيين في كل اتجاه ولم تحظَ شعوبها بأي وعود تلقتها منهم وهذا ينطبق تمامًا على كل انتخابات ووعود تنموية اعتدنا على سماع هياطها من أجل الكرسي. ومنذ بضعة أيام اكتظت شوارعنا بلوحات إعلانية فارغة لترشيح الناخبين في المجالس البلدية، ووصل الأمر إلى تحالف قبلي لبعض الناخبين من هنا وهناك دون وعي وإدراك لأهمية الانتخابات ومسؤولية المنتخب في خدمة الناخب.هذه مهازل تحدث ومواقف تندرج تحت خط الضعف الإداري في البلديات وماتبعها من إدارات خدمية. ووصل الحال بالبعض منهم إلى تأكيد حلوله لإنقاذ الأهالي من كوارث السيول فيما يصف آخر حملته الانتخابية بالحلول الاجتماعية؛ حتى إنهم خاضوا في قضايا الطلاق والزواج من أجل الوصول إلى كرسي المجلس البلدي وبدت الانتخابات البلدية محل تندر وضحك على الذقون. أحد الناخبين يؤكد أنه سيسعى لتنفيذ كافة طلبات الناخبين فيما بعثت زوجته بورقة عتاب لزوجها قائلة “خلص طلبات البيت بالأول الله يعافيك”. وفي محافظة أخرى طالب أحدهم بضرورة السماح له بتقديم رقصة العرضة! أجزم أن يدًا لبنانية تعبث بأفكار الناخبين لدينا حتى بدت الأفكار والأطروحات تسويقية أكثر منها خدميه لمعاناة المواطن؛ فلم يعد أمامنا سوى أن نبصم على ورقة الناخب ليس رضاء وثقة لما سيقدمه فجل مجالسنا البلدية لم تقدم شيئًا يذكر، بل من أجل وقف الهياط الذي أقلق منامنا.

أرجو أن يفيدني أحدًا عن أهم وأبرز الأعمال التي قدمتها المجالس البلدية لخدمة المواطنين ونصف الشعب لايزال بلا سكن والأراضي تسرق وتباع جهارًا نهارًا، وإن وجد سكن فهو بلا إثبات أغلب الأحيان. وأرجو أن يصف لي أحدًا عما فعلته المجالس البلدية التي دورها في العالم يختلف عن دورها في بلدنا بدءًا من المفطحات ومواجيب الرجال إلى مكافأة الستة الآلاف ريال. وستكتمل فرحتنا القادمة بهياط الناخبات اللواتي لن يفجرن في دواخلنا تنظيم الأحياء والشوارع ومراقبة البلديات وسرقة الأراضي فحسب، بل سيقدمن لنا أفكارًا جديدة لعل أولها زبرقة الشوارع بألوان وردية، الله يستر.

عبدالله عيسى الشريف

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. أصبت الجرح ووضعت الاصبع عليه وما قلته صواب وصحيح ولكن من يفهم ومن يخجل ومن يبسط رجليه على قدر لحافه للاسف .

  2. سلمت يداك أخ عبد الله وفعلا هناك جهل بأهمية أدوار المجالس البلدية كما هو معمول به في الخارج وكم نرجو أن يتم وضع ضوابط ومعايير دقيقة للمنتخبين وبالتالي يحاسبون على انجازاتهم بشكل فصلي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى