منطق الطير: “نحن في سباق مع الزمن، إما أن نقتل التخلف أو يقتلنا التاريخ”.. غازي القصيبي
مثل كثير من متفاعلي الشبكة الاجتماعية الشهيرة (الفيسبوك) لم أستطع بعدُ فهم ماهية خاصية “نَكْز”، التي يباغتك بها الأصدقاء بين الحين والآخر، فترتسم على المحيا علامة تعجب! وعلى الشفة ابتسامة شاحبة، وسط غموض يعتري أدوار هذه الأداة لدى إدارة هذا الموقع، وتضارب في وظائفها لدى عموم المتفاعلين المتخبطين في لُجة عوالمها، يستنطقون تلك “النَّخْسة الافتراضية” فيرفعون من شأنها لحد التوسل، توهمًا بأنها ترفع عقوبة الحظر!! وتفك تعطيل خدمة الرسائل!! “نَكْز” مصدر (نَكَزَ) وهي في مجمل تعريفاتها اللغوية المتعددة لا تخرج من دائرة (الضَرَبْ، الدَفَعْ، النَكَصْ، النَخَسْ)، بهدف الاستثارة، والاستحثاث، والتعجيل، وربما قارب المعنى في “النكز الفيسبوكي”؛ إذْ هو تذكيرٌ بوجود الشخص في قائمة الأصدقاء، واستنكار لغيابك المشاكس في صفحته؛ إعجابًا وتعليقًا، وربما في الأمر (إن وأخواتها) يتجاوز فضاءات التواصل، فتكون “النكزة” وسيلة لإيصال الرسائل، وتبليغ المراد؛ وكأن “الناكز” يلوح بيديه، صارخًا يتلمس نظرة حانية، أو رمقتًا خاطفة: (إني هنا..). بعيدًا عن “نَكْز الفيسبوك” تستثيرني نكزة الأصدقاء إلى ما أبعد من وقعها على جدار الصفحة، أو في لوح الإعدادات، تجعلني أفكر كما هي عادة “مارك” في استثارة التساؤل: (بِم تفكر؟) وأتساءل في حيرة مسكونة باليأس: أليس من نكزة تنكز أُمةً استكانت لواقعها المرير، ولصراعاتها الدامية، ولتغيب رسالتها العظيمة، علها -أي: النكزة- تستحثها لترتيب أولوياتها، وبلوغ غاياتها المغيبة، وتعجل من عودتها لذاتها وأصالتها كمنطلق واعٍ لمواكبة التطورات المتلاحقة المتسارعة، فتحقق أصالة الروح، وحداثة المنجز؟! تلكم “النكزة” لا شك أنها تحتاج إلى وعي ذاتي بحجم التحديات والواجبات، وفقهٍ لسُلّم الأولويات، ومواءمة الفرد في ثنائية الثابت والمتحول، ما يؤدي إلى الارتقاء بالوعي الجمعي، والذي يُسهم في إعادة بناء منظومة التفكير، والتي بدورها لن تتأتَّى إلاَّ بصياغة جديدة لمناهج التربية والتعليم، من خلال فهم دقيق للمرحلة ومتطلباتها، واستثمار فاعل للفرص والأدوات التي تتيحها، ومن ثم انسجام المخرجات مع منظومة القيم ودينامكية المصالح؛ أي: تخريج الإنسان المتزن الفاعل، لا الفرد الآلة!!
خبر الهدهد: الإدارة بالتغريد..