فور تعيين الدكتور أحمد العيسى أول أمس الجمعة وزيرًا للتعليم اشتعلت المواقع بطريقة غير مسبوقة مع غيره؛ فهناك من نشر تغريداته ولقاءات فضائية له، وهناك من نشر رابط كتابه الذي ألفه عن التعليم، ومن نشر مقال للدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- عن كتابه. ووجدت مجموعة أو فئة عملت مايشبه المقارنة رغم أن الرجل لم يبدأ بعد فعادوا لما وعد به أو أصدر به قرارات الوزير السابق د/ عزام الدخيل ومن هؤلاء من اعتبر بعض ماقام به د عزام هو ماحقق له النجاح رغم قصر الفترة، بل إن الآراء شملت الاعتماد على بعض آرائه حول تدريس بعض المواد، ولقاء سابق له في برنامج من الصميم وآراء له عن أهمية زيادة راتب المعلم ١٠٠% وحاجة التعليم إلى ١٠٠ بليون ريال؛ لتصحيح المسار ولم أتوقف كثيرًا لمعرفتي من أحداث سابقة بما تعوّد عليه مجتمعنا من تعليقات وآراء وهي من حقهم لكن الذي لايملكه أحد أن يتم تقييم الرجل، بل وافتراض أنه سيفعل شيء قبل أن يتحدث به، حتى إن كشف الحساب شمل لقاء الوزير بالمفتي العام وسأل البعض لماذا ذهب للمفتي ؟!
غاب عن كثير من المعلقين والمنتقدين والمتسرعين أن يستمعوا للرجل “اليوم”؛ لأنه اليوم وزير وماقاله بالأمس رأي خاص به لايمكن بالضرورة أن ينادي به اليوم لوجود العديد من الاعتبارات والظروف، بل والتوجيهات إذ لايترك الوزير أن يقول مايشاء. استمعت لأول حديث له مع قناة “الإخبارية” السعودية وكان حديثه هادئ كأي مسؤول في أول تعيينه وأعجبني تركيزه على الطالب والمعلم، لكنني أتحدث من واقع خبرة في المجال زادت عن العقود الثلاثة أن الحمل كمايقولون ثقيل وأنا ممن لايؤيد ضم وزارة التربية والتعليم مع التعليم العالي في وزارة واحدة اختير لها اسم التعليم؛ فيكفي وزير التربية مسؤولية ٣٧ ألف مدرسة بنين وبنات وملايين الطلبة والطالبات، ولاأعرف هل الوزير يبدأ بإصلاح وضع المعلم الفكري والمادي ؟ هل يبدأ بالمبنى المدرسي أو المنهج أو الطالب ؟ وكيف يعمل وهو الذي يتابع جامعات وابتعاث وملحقيات ومجالس؟! ومع كل ذلك يتعامل مع قضايا ١٣ منطقة، وإن وزع العمل الإداري والتربوي على نوابه ووكلائه، لكنه يظل المسؤول الأول لوكنت مكان الوزير العيسى لطالبت إن استطعت بفصل التعليم العالي عن الوزارة، ولبدأت بالمعلم وبالمعلمة أولًا ولعملت على إيجاد حلول سريعة للمباني المتعثرة، ومع كل ذلك تشكيل فريق عمل يقوم بزيارة المناطق؛ ليقف على ماتحتاجه المدارس للبنين والبنات وفريق يتعامل مع الاستراتيجيات الموجودة، وماتحتاجه من تطوير وعمل لقاءات وتواصل مع المختصين والأكاديميين وأصحاب الخبرات؛ لأن الوزير ورجال وزارته لايمكن أن يقابلوا هذا العبء الذي يفوق طاقة الوزارة. هناك من يقول إن المشاكل والعثرات كثيرة، لكنني مع من يؤمن بأن تكون البداية مع أهم المشاكل ومع الوقت الوصول للجميع، وإن كان العمل التربوي التعليمي وحدة واحدة لاتتجزأ، ولعل فيما نادى به الوزير الجديد قبل تعيينه وخبرته وتطلعاته مايعجل بالخروج بنتائج مقبولة مع فريق العمل معه مع الاستعانة بخبرات من الدول التي سبقتنا، وحققت نجاحات في ميدان التعليم. والأهم منح الوزير الوقت للعمل والدعم المادي وألاينتظر في التغيير وتحسين بيئة العمل في المناطق؛ لتساعده كرافد هام في تحقيق تطلعات الوزارة، وربما لدى الوزير مايراه الأصلح، وفقهم الله.
تحياتي للكاتب التربوي القدير..
اسأل الله الذي علم بالقلم أن يعينه وبسدد خطاه ، فالمهمة كما ذكرت ليست سهلة والمشوار طويل والحاجة ماسة لتصحيح مسارات متراكمة بدءا بالمعلم والكتاب والبنية التحتية الإسمنتية ..