محمد اليحياء

المتسعكون في معرض الكتاب

حضرت العديد من معارض الكتاب في قطر والكويت؛ حيث لاحظت اهتمامًا بالثقافة بمعناها الحقيقي من خلال البحث الجيد، والحرص على الكتب المفيدة في مقدمتها الدينية والعلمية وكل ما يتعلق بالأسرة بالإضافة لأعداد كبيرة تبحث عن مراجع لإعداد بحوث جامعية. الشيء الملفت هو الحرص على الكتب المفيدة، لكن لدينا في معرض الكتاب بالرياض وجدة الحالي نجد مع الأسف ما يحزن (ويفشل) من تصرفات وبُعد عن مفهوم الثقافة الحقيقي؛ فنشاهد أجنحة المعارض تغص بالمتسكعات والمتسكعين الذي لا هم لهم سوى تمتير الأجنحة طولا وعرضا بعبارة فاضين وما عندهم شغلة، بالإضافة للمعاكسات والتميلح من قبل الجنسين الذين يسعدون بالتضييق على رجال الهيئة، ومنعهم من تأدية دورهم ولا حول ولا قوة إلا بالله. في الجانب الثاني نجد أن مرتادي المعارض الذين يقال إنهم يبحثون عن الكتب والإصدارات ثقافتهم لا تتجاوز كتب الطبخ والنفخ والتخسيس والسمنة والأزياء وألعاب الذكاء، والذين يشترون الكتاب المفيد بصدق وواقعية هم الأطفال الذين يبحثون عن القصص والكتب ذات الصور والرسومات الكرتونية. وإن كنا ننصح الآباء والأمهات بتحري الدقة، وأخذ الحذر منها فمنها ما هو مسموم بالأفكار الهدامة ضد الدين والقيم والعادات، كما أن الشيء المؤسف والمخزي والذي لا يتناسب مع بلد إسلامي مثل بلدنا ما يحدث في ما يسمونة بـ “منصات توقيع” الكتب؛ حيث ترى المياعة والتحرش والألفاظ، والكلام والغزل البعيد عن الثقافة الإسلامية. هذا التقليد الغربي التافه ينبغي ويجب علينا من منطلق ديني واجتماعي أن نمنع ما يسمى توقيع الكتب، وإذا كان لابد فتوقع سابقًا، ثم تعرض لمن يريد الشراء، مشكلتنا نقلد ولا نفكر ونقيم الكتب ولا نعرف كيف نجعلها معارض كتب بحقيقتها وفعالياتها، بل مع الأسف حولناها إلى تسكع وتمشيه وتحرش وغزل باسم معارض الكتاب -ولا حولا ولا قوة إلا بالله-.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى