وَأُطْلِقَ سَرَاحُه

مودة الفؤاد

لِكل بِداية نهَاية ، فالحيَاة تَبدأ بالولَادة وتنْتهي بالوَفاة ، وهِي أكبَر سِيناريو لقِصص لَا نَعرف مضْمونها ولكِن نَعي أنهَا بَين نقْطتين تَدور أحدَاثها. ومِن المؤْلم للنَفس أنْ تَرى حيَاة فَلذة كبدَك قَد غَادرت الحيَاة وأنتَهت بسَكين الغَدر غِيلة فِي خَير الشهُور والشَمس سَاطعة فِي كبدْ السَماء غَير آبه بِعظمة المكَان ، وحُرمانيه الدَار التِي أقتحمهَا ، والشهَر الفضِيل الذِي يَعيش أيَامه ، ونَفذ جَريمته دُون خَوف مِن الله الذِي تَوعد فَاعلها بقَوله تعَالى {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناًمُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}. واليَوم بَعد مُضي خَمس سنوات أطلِق سَراح الجَاني مِن خَلف القُضبان ليَهنى برَغد الحيَاة والعَيش الهنِي بَعد أنْ أزهَق نَفس حَرم الله قَتلها إلّا بالحَق {… وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقّ …}. عَاد إلَى الحيَاة مستَتراً خَلف النظَام الذِي منَحه مَا يتمناه بَعد أنْ حقَق مُبتغاة ، وكأّن ذَاك الدَم الذِي سَفكه بـ 17 طعنه مُتفرقة لَا قِيمة لَه . أطْلق سَراح القَاتل دُون النَظر لقَوله تعالى {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ …}. أطْلق سَراح القَاتل دون النظَر لقَوله تعَالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ …}. أطْلق سَراح القاتل دُون النظَر لقَوله تعَالى {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. أطْلق سَراح القَاتل دُون النظَر لقَوله صَلى الله عَليه وسَلم : ( أكبَر الكبَائر الإشرَاك بالله وقَتل النفسْ … ). أطْلق سَراح القَاتل دُون النظَر لقَوله عَليه الصَلاة والسَلام ( لَا يحِل دَم إمْرئ مُسلم إلّا بإحدَى ثلاثْ : النَفس بالنفسْ ، والثيبْ الزَاني ، والتَارك لدِينه المفَارق للجمَاعة ). أطْلق سَراح القَاتل دُون النَظر لمطْلبي بإقَامة شَرع الله. وقَد أوضَحت الشَريعة الإسْلامية أنّ مَن قَتل نَفساً عمْداً بغَير ذَنب لَا تَعفيه التَوبة مِن عقُوبة القصَاص . فَكم تَمنيت وأتمنَى أنْ أرَى قَاتله يُوارى الثَرى بشَرع الله . رَحم الله (أمِين) الذِي فَارق الحيَاة فِي ريعَان الشبَاب غِيلة فِي حِمى الدَار . ومَن أصْدق مِن الله قِيلاً {… وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}.