عبدالرحمن الأحمدي

انتخبوا .. المرشَّحُ وَعَدَ

لن يتكرَّرَ، ولا يمكن أن يُستنسَخ، ولن يعوَّض، وإن عُوِّضَ؛ فلن يُعوَّض بسهولة، كتب في صحيفة (البلاد) العتيقةِ في عموده (أبو نظارة) انتقادًا بطعم الأمنيات في تلك السِّنين الخوالي، بإدِّعاءتِه المكرورة، لو كنتُ ولو كنتُ، فحين جُرِّبَ في منصب كبير(أمانةالعاصمةالمقدسة).. وتُركت له حرِّيَّة إثبات ما يدَّعِي فكان نعم المسؤول، جدير قدير بالمسؤوليَّة، فكان بعض ممَّا ذكر عنه أنَّه يتنقَّل مع سائقه في الأحياء والطُّرقات في فترة المساء، ويسجِّل الملاحظاتِ كافَّةً في مسجله الخاص، وفي اليوم التَّالي، وفي الدَّوام الرَّسمي يفرغ مباشرةً ما تفوهت به شفاهه، وتُكتب الملاحظاتُ رسميًّا لمعالجتها، فكانت نظرة الملك الشَّهيد ـ رحمه الله ـ في محلِّها، وأيُّ نظرة كانت، حتَّى إنَّهم لحسدهم ولغيرتهم منه، قد قالوا ما قالوا عنه؛ علَّهم يُحبطونه، علَّهم يَسلبونه القدرة والإرادة والطُّموح، (وعند الله تجتمع الخصوم)، حتَّى قيل عنه إنَّه حينما أراد طلب الإحالة على التَّقاعد رُفض طلبه، وأشار عليه المسؤولون الذَّهاب بمعاملاته إلى البيت لإنهائها، فالمطلوب إنجازه لا حضوره..!! نعم (على قدر أهل العزم تأتي العزائم) رحمك الله يا عبد الله عريف، يامن أتعبت من بعدك وأحرجتهم.

وحين يتسابق المرشَّحُون في الانتخابات البلديَّة لنيل أحدِ المقاعد المخصَّصة لخدمة مدن المملكة كافة ، من خلال خدمة الأحياء، فتأتي الوعود تلو الوعود، وتظهر الأماني الكبار لأجل عيون الآملين على عتبة المسؤول، تنتظر من قبل وبعد، فكم سمعنا من رغبات وأمنيات.

فمنهم من صَدَقَ؛ ولكن اصطدم فعلاً بالواقع المشاهد؛ فتكسرت مجاديفه، ومنهم من عرف حقيقة الأمور فعلاً ؛ فتذكَّر القولَ الصَّائبَ (إنَّ السَّلامة من سلمى وجارتها.. ألَّا تمر على سلمى وواديها)، ومنهم من حقَّق الإنجاز لشخصه العظيم؛ فنال ما تمنَّى من الوجاهة والتَّمَيُّز..!! فلكلٍّ هدفٌ بعيدٌ وهدفٌ قريبٌ.

فعندما يسعى المرشَّح لكسب الأصوات؛ ولو كانت ـ حقيقةً ـ الخدمات مكتملة؛ لما كان هناك مطالبات أصلاً وجلسات وانتخابات لتقديم الخدمات المفترضة أساسًا للمواطن! وقد يُذكر البعض بأنَّ هذا النَّظامَ متعارفٌ عليه في كثير من الأماكن، نعم؛ ولكن ليس المطالبات في الخدمات المفروغ منها، بل في الخدمات المكمِّلة، فحين تجوب بعض الأحياء تحزن لمستوى الخدمات فيها، فمن نقص واضح في الإمكانيات إلى تهالُك كبير في الطُّرقات إلى تَلف بين في الممتلكات، وكأنَّ الجهة المسؤولة لا يعنيها ذلك، فيأتي المرشَّح (وَعَدَ) وفي حماسة كبيرةٍ وأمل يريد أن يحقِّق بعض تطلعات أهالي الحيِّ من رغبات ملحَّة قبل رغبات فارهة..!! فيطلب ويناشِد ما استطاع، وفي مخيِّلته صوت المواطن (وَعْدُ الحُرِّ دَين عليه) .. وأمامه صوت المسؤول وصورته (ما كلُّ ما يتمنَّى المرء يدركه)، وكلُّ انتخاباتٍ بلديَّةٍ ونحن ووطننا الغالي بخير.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. مقال رائع ياابا محمد .وماهي صلاحياتهم واظن تسابق الكثير عليها من اجل عائد مادي راتب مثلا لانه ليس لهم اي شي حتى الان اما من عدم اعطاءهم صلاحيات او لشي لانفهمه اسال الله لهم التوفيق وان يوفقهم لما فيه خير البلاد والعباد

  2. الأستاذ القدير فعلا لو قامت الأمانة والبلديات بدورها على أكمل وجه، ما احتجنا لمجالس بلدية. أعتقد لو أخذوا برأي هذه المجالس وتعاملوا بجدية مع مقترحاتهم لربما سهل عليهم معرفة ما تحتاجة تلك الأحياء ولكن ….!!! خليها وجاهة ياعم.

  3. لااظن ان تسابقهم الى الترشح لاجل الراتب والعائد المادي فغالب المرشحين ميسورو الحال فضلا عن ان بعضهم بذل في حملته مالا تغطيه رواتب مدة عضويته ولكنه الامل في احداث نقلة نوعية وحقيقية في اعمال البلديات والامانات ذلك الامل الذي يحدونا جميعا وهم من سيحمل نيابة عنا السعى لتحقيقه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى