الرسملة … حجم القضية والوقت

بعد اثارة موضوع الرسملة في مكة الإلكترونية وعدم موافقة ارباب الطوائف على المشروع الذي تقدمت به وزارة الحج عن طريق مكتب أ. د . محمد فداء الدين بهجت فتعالت الأصوات برفض الدراسة لكونها متناقضة مع مصالح ارباب الطوائف واللوائح والانظمة في نظام المطوفين ..ومنها على سبيل المثال : إلغاء السقف الموحد ، ومنع ابناء المحرومين من الأسهم ، وكذلك عدم حصول ورثة المطوفات على حقوقهم المشروعة بعد وفاة امهاتهم، هذا فضلاً عن عدم اخراج الزكاة عن الارصدة المجمدة .. بعض من هذه الإشكاليات نوقشت في اجتماع وزارة الحج الخميس ١٤ / ٢ / ١٤٣٧هـ مع رئيس الهيئة التنسيقية ورؤساء المؤسسات وبعض من المطوفين العاملين في الحج… وكذلك المخضرمين في المهنة .. وقد أسفر الاجتماع عن قرارات منصفة هدأت من روع المطوفين بعدم تطبيق الرسملة والتي – للاسف – وقع عليها بعض من رؤساء المؤسسات – وبدون أخذ رأي المساهمين والمساهمات..!! وتأجل الموضوع لحين اعادة دراسته .. وكذلك تم أمر الصرف من مقام الوزارة لمستحقات المطوفين والمطوفات حسب طريقة الصرف المتبعة سابقاً حتى عام ١٤٣٥ هـ – والتي لم تصرف حتى الان في بعض المؤسسات – ولكن الغريب جداً ان تعطي الوزار وقتاً للدراسة لا يتناسب مع الحجم المتوقع للقضية ؛ حيث ارسلت توجيهات بالاجتماع بالمساهمين والمساهمات و حصر ودراسة ما طرح من اراء حول مشروع الرسملة واستقراء ما لدي المساهمين والمساهمات بالمؤسسات من اراء ويتم تقديم ذلك بورقة عمل مكتوبة … وذلك لمناقشتها في اجتماع الهيئة التنسيقية بتاريخ ٥ / ٣ / ١٤٣٧هـ ..!! كل هذه التوجيهات كانت بتاريخ ٢١ / ٢ / ١٤٣٧ ووصلت المؤسسات بعد عدة ايام .. وبعض المؤسسات تجاهلت التوجيهات وأخرى ارسلت رسائل sms للمساهمين والمساهمات بتاريخ ٢٩ / ٢ / ١٤٣٧هـ تطلب فيها: ” موافاة الشؤون الإدارية بالمؤسسةً بمرائياتهم واقتراحاتهم وملاحظاتهم حول مشروع رسملة اسهم مؤسسات ارباب الطوائف في موعد اقصاه نهاية دوام الاثنين ٣ / ٣ / ١٤٣٧هـ ..!! ” وبعد هذا السيناريو .. المضحك المبكي .. وشر البلية ما يضحك – فقد اصاب أهل الطوافة بالاحباط وتقافزت أسئلة حائرة في اذهانهم .. منها أولاً : لماذا لم يقم رؤساء المؤسسات- رئيس وأعضاء الهيئة التنسيقية – بدراسة المشروع الذي تقدم به الاقتصادي الخبير في شؤون الطوافة سعادة د. طارق كوشك وآبداء الرأي حوله مكتوباً وهم يتقاضون مرتبات ومكافآت مجزية لقاء عملهم في الجهتين ؟؟ ثم لماذا لم يقوموا بمناقشة موضوع الرسملة مع المساهمين والمساهمات وتوضيح السلبيات والإيجابيات .. للدراسة من خبير الطوافة ومقارنتها بدراسة أ. د. محد فداء الدين والثغرات الموجودة فيها والتي توضح فهمهم للتقرير وبعضهم من حملة الدكتوراه ومحسبون علينا !! أ أيعقل ان يطلب بعض من رؤساء المؤسسات – ومنهم مؤسسة جنوب اسيا – من المساهمين والمساهمات تقريراً مكتوباً عن الرسملة في غضون عدة ايام .. وهم غير متخصصون ولم تشرح لهم الرسملة ..!! لماذا يطلب منهم كتابة رأيهم بورقة عمل … ولديهم دراسة علمية متخصصةً حبيسة الأدراج ..!! وبتجاهل تام لتلك الدراسة ..!! لقد أعطيت الرسملة ١٢ سنة للدراسة من المكتب فكيف يطلبوا رأي المطوفين والمطوفات والرد خلال عدة ايام !! أليس ذلك اجحافاً بحق من يستطيع فعلاً الدراسة والرد ؟؟ بل أليس ذلك اسخفافاً بأساليب البحث العلمي المنهجي المقنن ؟؟ والمظلمة الكبرى هي انه في حالة عدم رد من المطوفين والمطوفات لضيق الوقت ولاعتبارات اخرى كثيرة – ستكون حجةً للوزارة على ارباب الطوائف بأنهم لم يتقدموا بآراء مقنعة للحل ..!! ان مشروع الرسملة والذي استغرق حوالي ١٢ سنة لإعداده كان الاجدر ان يناقش مع المساهمين والمساهمات بصورة مستفيضة ويشرح لهم مفهوهه ودوافعه واثاره على المهنة .. بل اننا نطالب بمناقشة دراسة د. طارق كوشك وتقديم اجابات مكتوبة للأسئلة التي اثارها في ورقته العلمية . وكذلك مناقشة اراء المطوف المخضرم السيد احمد شيخ جمل الليل الذي تلمس العديد من الهفوات في دراسة أ. د. محمد فداء الدين بهجت كونها لا تتناسب مع نظام المطوفين وإيجاد حلول بحيث لا يتضرر اصحاب الأسهم الكبيرة او غيرهم .. وفق معادلة قانونية خاصة ..مع الأخذ في الاعتبار الاحتياطات المتراكمة لدي وزارة الحج في مؤسسة النقد العربي السعودي ومنها : (الوفورات ، ومبلغ ٩ ريال للطوارئ ) وان يكون ذلك ضمن فريق عمل متخصص في المجال .. وان يعطوا مهلة لا تقل عن عام للدراسة والإفادة .. حتى لا تحدث أضراراً بأهل الطوافة وهم أهل مكة الذين سماهم الرسول عليه الصلاة والسلام ( بأهل الله ) ..

فاتن إبراهيم حسين