لاشك أنّ أيّ أمة لا تقرأ مصيرها الاندثار والزوال، والعالم العربي قليل الإنتاج والثقافة، ولم يعد رائدًا كما كان من قبل، لعدة أسباب نختزلها في سبب مهم وهو : انشغال جلّ الشعب العربي في تأمين لقمة العيش، ومن ذلك تأخرت الثقافة والمثقفون في حجز مكانة بين القرّاء والمثقفين والمنتجين؛ فأصبح العالم العربي مستهلك للثقافة كما هو الحال لبقية موارد الحياة، ونلاحظ في سنواتنا الأخيرة جهودًا تبذل في سبيل النهوض بالأمة وإصلاح ما يمكن إصلاحه، فأقيمت معارض الكتب والندوات وقامت بعض الفضائيات بما يجب ناحية المثقف. ولعل المعارض التي تقام في بعض الدول ظاهرها طيب ومعول صحي؛ لنشر الثقافة ولكن هناك سلبيات يجب تلافيها والبعد عنها. ففي مدينة جدة يُقام هذه الأيام معرض جدة الدولي للكتاب، وقد زرته بالأمس فأثلج صدري ما رأيت من زحام للمرتادين قبل أن أجد مكانًا لسيارتي، فأرشدني رجال المرور مشكورين للأماكن المخصصة للزائرين، فسارعتُ الخُطوات لكي أظفر بمكان بين الزائرين وتداركًا للوقت، فوجدت دور النشر والتنظيم على البوابات والمرشدين داخل المعرض وكل ذلك مدعاة للفخر، بيد أن الزيارة تخللتها بعض المناظر التي أساءت للوطن والمنظمين ومنها: منظر الفتيات والشباب غير اللائق في استعراض عضلات”التكشخ” والإفراط في الزينة ومساحيق المكياج، يضاف إلى ذلك العباءات غير اللائقة بالسعودية المحتشمة؛ لا سيّما أن المعرض مُزار من قبل ضيوف على البلد وكذلك دور النشر فيها من أتى للمملكة لأول مرة فيرى الانطباع السيىء، ولم أنسَ منظر القصات الغريبة الغربية وملابس الشباب غير المهيأة للرجال، فهناك شابات بقصات شباب وشباب أطالوا الشعر بغية تقليد البنات، وهذا حمل يقع على المنظمين وحرّاس الأبواب وعمل لائحة مشددة تخص الحشمة، وكذلك تكثيف تواجد رجال الهيئة المدربين والواعين.
نعم للثقافة وارتياد معارض الكتاب والقراءة، ولكن ليس على حساب مجموعة قليلة من المحسوبين على الثقافة والمتميلحين.
هذا العرض المخجل للشباب والشابات في المعاض يقودنا للحضيض وأصبحنا نعيش للشكل دون فكر ووعي
لﻻسف ما تقدر تمنعهم واﻻرشد واصلهم والشيطان زين لهم ..والله المستعان وعلينا النكرا وأفضل عدم الذهاب الى مثل هذه الاماكن ..
فعلا مناظر مقززة تزهدك في المعرض وزيارته
تحياتي للكاتب الغيور.. مقال جميل..
عنوانه إبداع يصف واقعاً مؤلماً نشاهده مألوفاً في أسواقنا ، فهل نقبل بتكراره نسخة طبق الأصل في دور القلم والكتاب .. وقد هتف هؤلاء بعبارة هي في مضمونها أبعد عن الأدب والفكر الواعي حين طردوا ذلك الناصح في الله بما يؤكد أن من حضور الأمسية ما لا شأن له بالثقافة والأب العام الذي يحضنا ديننا إليه ، حفظ الله ديننا ووطننا حكومة وشعباً وهدانا سبل الرشاد..آمين