ماإن تطأ قدميك أرض جازان حتى تتحفك كلمات أهلها البسيطة والمؤدبة بالترحيب والتهليل. . جازان عبق الجنوب ومأوى فرسان جزيرة العرب؛ فمنهم قبائل نزحت حتى شمال أفريقيا في الفتوحات الإسلامية وفيهم أهل العلم والفن والثقافة. .تحدق في الوجوه فتراها تتشابه في المعنى والرسم الإلهي .. سمار عربي أصيل ودماء نبيلة تتوهج في العروق لتمتزج بعبق الأرض وتتشبث في شروشها في ولاء منقطع النظير .. جازان أرض لايمكن لك أن تحكيها في قراءة؛ لأنك لاتستطيع حل رموز إنسانها الطيب في المعشر والروح .. كانت ساعتي تشير إلى السابعة صباحًا حين هبطت بي طائرة الإيرباص 320 في مطار الملك عبدالله .. كانت رائحة البحر ممزوجة بالفل والكادي الجازاني تبعث على الارتياح، وماإن تدلف إلى بوابة المطار حتى تبهرك تلك العشة الجازانية بألوانها الزاهية، وهي تحكي تراث وأصالة الآلاف السنين .. كنت قد زرت جازان قبيل نحو 20 عامًا وأجريت حوارًا مطولًا لصالح مجلة أقراء مع أميرها آنذاك سلمان السديري إن لم تخني الذاكرة في اسمه. كانت جازان شارع يشق منتصفها فقط وأطراف لم تطأها يد البناء داخل ميناء بالكاد تقف على رصيفه باخرة تجارية صغيرة مع عدد مهول من قوارب الصيد . بيد أن جازان اليوم تحكي الحداثة في البناء والتصميم والبعد الاستراتيجي لمستقبل باهر ينتظره أبناؤها الذين هجروها منذ عشرات السنين .. وابن جازان المبتسم دوما لايصدق مايحدث من حراك سريع في قلب مدينته المتنامية الأطراف وهناك أكثر من ثمانمائة قرية تحيط بجازان المدينة، وتصل إلى عمق أبعد في منتصف البحر حيث جزيرة فرسان التي تفنن بيت الرفاعي في صقل معالمها من بيوت ومساجد وأسواق، لكن الغريب حقا أن كل معالم جازان اندثرت بفعل عوامل الزمن والإهمال ولم يبقَ اليوم سوى الشيء البسيط من تلكم الآثار التي تحكي تاريخ المنطقة ورجالها منذ الزير سالم وأخيه كليب التي تؤكد أغلب الروايات أنهم من أهل تهامة إلى عصر نا الحديث الذي تنبه فيه المسؤولون عن إرث المنطقة ومعالمها. جازان ستكون قراءة عميقة في نفسي تحتاج إلى وقت لسردها بسلاسة وسأحكي عن إنسانها وسهولة الاندماج به وأرضها وبساطة الحياة عليها. ولأن أول ماتشنف به أذنيك هو كلمة هلا سيد بويا؛ فإن السيادة والريادة لأهل جازان نبع قائم منذ أن عاش عليها فلا يعرف إلا الاحترام ولا يتعامل إلا به ..حكاية جازان سأرويها بالتفصيل كل يوم ولحظة .. ولن تنتهي …..
عبدالله عيسى الشريف
الزير وكليب من شمال الجزيرة من بنو تغلب . اما تهامة فمن مكة الى ابها والعرب تسمي التهم المنطقة اسفل الجبال واما جازان فيكفيها طيبة اهلها ورجالها بعيدا عن تدليس الحقائق
اختلف الرواه في تحديد مكان بنو تغلب منهم من قال إنهم من جنوب جزيرة العرب وبعد الحرب تفرقوا إلى الشمال وهذه الأقرب..ليس هناك تزلف اخي الكريم وإنما سرد لحقائق نعيش واقعها حاليا.. لك احترامي
عبدالله الشريف