• احدثكم عن قصة وقعت قبل نصف قرن في مكة المكرمة وتحديداً في عام ١٣٨٥هـ وكنت حينها في نهاية المرحلة الإبتدائية ،، وفي حي الجميزة الجميل كان بيت والدي ووالدتي -رحمهما الله- وفي بيت يعود لآل مخلص ملاصق لبيتنا يسكن الأخوة مصطفى عبدالواحد زقزوق وشقيقه ابراهيم -رحمه الله- والذي رحل أول أمس الأربعاء ودفن في مكة المكرمة وكان من موظفي إمارة منطقة مكة المكرمة التي كان مقرها على مقربة من الحي أمام قصر السقاف، كان هذا البيت تديره سيدة أو هي ” مُعلمة ” اشرفت على تربية أولادها وبناتها بعد رحيل والدهم -رحمه الله- , سيدة من ذاك الزمان استطاعت ان تقود سفينة الأسرة بقدرة كبيرة تابعت منذ ذلك السن كيف كانت بعد الله تقوم بذاك الحِمل السيدة الكريمة زينب عبدالقادر هواري والدة مصطفى وابراهيم عبدالواحد زقزوق واخواتهم، ومرت الأيام وكنت أرى بشكل يومي زيارات وتواصل الأسرة للبيت الكبير ال باشراحيل وال الحمدان وال فقيه ،، وهم اصهار ال زقزوق نشأت وانا اشهد حضور الأسرة يوميا واسبوعيا وفي المناسبات رمضان والعيد والحج وغيرها وتلك الفترة عرفت الشيخ الكريم الخلوق محمد صالح باشراحيل مع اسرته يزاور ارحامه وكذا بقيّت افراد الأسرة عرفت ان جيراننا ال الزقزوق لهم ربان يقود البيت الذي يعيش فيه الأبناء وزوجاتهم ويأكلون على سفرة واحدة ،، لم اسمع طوال جوارهم لنا سنوات ليست قليلة اي مشكلة اوخلاف في ذاك البيت بل كانت نوافذ ذلك البيت لاتُفتح حفاظآ على من يسكن بداخله أو هو نظام تربية ذاك الزمن وارتبطت السيدة بعلاقة جميلة مع الجيران ،، مع مرور الأيام ارتبطت بعلاقات مع ابناء السيدة الكريمة مصطفى وابراهيم مع فارق العمر وتحديدا الشيخ مصطفى وحضرت لقاءات في منزله في حي العوالي بمكة المكرمة قبل ان ينتقل الى جدة قبل سنوات وتواصلت بعدذلك مع ابناء الشيخ محمد صالح باشراحيل في عام ١٤٠٠هـ فترة ادارتي لمدرسة الملك خالد الإبتدائية في حي الششة كان ضمن طلابها اثنان من ابناء الشيخ محمد صالح باشراحيل بل اختير رئيسا لمجلس الأباء غفر الله له وتواصلنا منذ تلك الفترة مع ابنائه د. عبدالله والمهندس تركي واخوانهم ولعلاقة الجيرة كنت على صلة مع صهرهم الشيخ حسين فقيه وشقيقه صديقي وزميلي التربوي عبداللطيف -رحمه الله- وكان منزلهم في الحي وبعض ابناء الحمدان وتحديدا طارق وكنا نزورهم في منزلهم في الششة • أردت هنا وأنا أحضر واجب العزاء مغرب أمس الجمعة في رحيل الأستاذ ابراهيم في دارهم في جدة وتذكرت تلك الأيام وافراد الأسرة وتذكرت السيدة زينب التي كانت خلف اسرة كبيرة اردت ان اتحدث عن قصة قديمة حضرت كل تفاصيلها ،، قصة لاتتكرر اليوم في ظل غياب ماتحتاجه الأجيال من تأسيس ومتابعة نريد اليوم اكثر من السيدة زينب رحمها الله اسأل الله ان يغفر لها ووالدينا وللأخ الكريم ابراهيم ووالده ومن رحل من افراد الأسرة وان يجمعنا بهم في جناته والعزاء للأديب والشاعر عميد اسرة الزقزوق الشيخ مصطفى وابناء الراحل العزيز وبناته وحرمه وان يعوضهم كل خير،،
1
سرد جميل لوقائع وحياة بعض الأسر المكية.. والدور الكبير للسيدات في التربية وفي الترابط الأُسَري الجميل في العائلة الواحدة ومع الأصهار والجيران والأرحام… رحم الله الجميع أحياءً وأمواتاً… وحبذا لو قام الأستاذ خالد بتدوين تلك القصص والحكايات في كتاب .. ليكون إنتاجه الثاني.