عمر المضواحي ألم فراق و حسرة فقْد

كان أول لقاء جمعني بالصديق و الحبيب الأستاذ عمر المضواحي في منزل والدي رحمه الله ، قبل ثلاث سنوات وبالتحديد 27 صفر 1434هـ ، و هو اجتماع ضم كوكبة من أبناء مكة و محبيها للتشاور حول ما يجب عمله من أجل حماية ما تبقى من آثار نبوية و معالم تاريخية في مكة المكرمة و إحياء ما اندثر منها ، و هو الاجتماع الذي مهّد لتاسيس مبادرة معاد لتعزيز الهوية المكية و العناية بالآثار و المعالم التاريخية التي يُعتبر الأستاذ عمر أحد أهم مؤسسيها و روادها .. و منذ ذلك التاريخ لم تنقطع صلاتنا ولا يوم واحد .. اجتمعنا عشرات المرات ، و خرجنا للعديد من الجولات الميدانية على المواضع النبوية و التاريخية ، كالمناخ النبوي في الحديبية و مسار فرقة النبي صلى الله عليه و سلم يوم الفتح ، و المناخ النبوي في الجموم و في ذي طوى .. سافرنا سوياً إلى مدن الأندلس و قبلها إلى ينبع و المدينة المنورة و العلا و مدائن صالح .. اتحدت أهدافنا نحو خدمة التراث النبوي و التاريخ المكي و اتفقت وجهات نظرنا حول المشاريع التي تبنتها مبادرة معاد .. و كنا نعزو ذلك لعناية إلهية و بركات نبوية .. خلت علاقاتنا في معاد وعلى مدى السنوات الثلاثة و الحمد لله مما يعكر صفو الأخوة و المحبة .. وكان أخي الحبيب عمر صاحب قفشات و نكتة ، وكان نعم الصديق و الرفيق في السفر و الحضر .. و أما على المستوى المهني الصحافي فهو من القلائل الذين عرفتهم يلتزمون الاحترافية و يحرصون على المصداقية في أعمالهم ، فقد كان حريصاً على التوثق من كل معلومة و كل كلمة يوردها في تحقيقاته و قصصه الصحافية .. شديد التمسك بما تفرضه قواعد و أصول مهنة المتاعب .. كان نظيف اليد نقي النفس و عف اللسان .. كان شديداً في كل ما يتعلق بقدسية مكة المكرمة و المدينة المنورة و كل ما يتعلق بجناب النبوة و النبي الأعظم صلى الله عليه و سلم .. و لعل له من اسم سيدنا عمر بن الخطاب و شدته في الحق نصيب .. ولعلي في المقال القادم أعرج على بعض مواقفه و وقفاته في الدفاع على قدس الأقداس و عن التراث النبوي العظيم .. لقد بكيته بألم فِراق و حسرة فقْد كما لم أبك أحداً من الأصدقاء من قبل .. فُجعت بخبر وفاته فجأة ، و هذا ما ألجمني و أخر رثائي له .. رحمه الله و أسكنه فسيح جناته و ألهم أهله و محبيه الصبر و السلوان ..

د. فائز صالح محمد جمال

10/03/1437هـ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى